قوله:{يَعْلَمُ} الفاعِل هو الله - عَزَّ وَجَلَّ -.
وقوله:{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} هذا من باب إضافة الصِّفة إلى مَوْصوفها؛ أي: الأَعيُن الخائِنة، وخِيانة العَيْن مُسارَقتُها النَّظَر إلى الشيء المُحرَّم، يَعنِي: أن الإنسان قد يَنظُر إلى شيء مُحرَّم، وجليسه إلى جَنْبه لا يَشعُر بذلك؛ لأنه يُسارِقه النَّظَر؛ كأنما يَتحَيَّن الفُرَص في غَفْلة صاحِبه؛ حتى يَنظُر إلى ما حرَّم الله - عَزَّ وَجَلَّ -، هذه واحِدة.
ثانيًا: قد يَنظُر الإنسان النظَر بدون مُسارَقة بل بمُجاهَرة، ولا يُحِسُّ جَليسه أنَّه يَنظُر نظَرًا مُحرَّمًا، لذلك حذَّر الله - عَزَّ وَجَلَّ - من هذه الحالِ.
قال المفَسِّر - رَحِمَهُ اللهُ -: [{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} بمُسارَقَتها النظَر إلى محُرَّم {وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}: القُلوب].
فسَّر المفَسِّر - رَحِمَهُ اللهُ - الصُّدور بالقُلوب؛ لأنَّها في الصُّدور كما قال الله تعالى:{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: ٤٦]، فبَيَّن الله - عَزَّ وَجَلَّ - هنا دِقَّة عِلْمه، ولُطْف عِلْمه بأنّه يَعلَم حتى هذه الحالَ التي لا يَعلَمها الناس الذين يُشاهِدون، يَعلَم خائِنة الأَعيُن وما تُخفِي الصُّدور.