قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالى:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ} قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [قيل: الإِبِل خاصَّة هنا، والظاهِر: والبقَر والغَنَم].
قوله:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ}، {جَعَلَ}، أي: سيَّرها مُسخَّرة لكم، والجَعْل هنا جَعْل كَونيٌّ، لأن الجَعْل المُضاف إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- يَكون كونًا وَيكون قدَرًا، يَعنِي: يَكون جَعْلًا كونيًّا وَيكون جَعْلًا قدَريًّا شرعيًّا، ففي قوله تعالى:{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}[المائدة: ١٠٣]، هذا الجَعْل شَرعيٌّ، وفي قوله تعالى:{وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} هذا جَعْل كونيٌّ. وفي قوله تعالى هنا:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ} جَعْل كَوْنيٌّ.
والأنعام جَمْع نَعَمٍ. قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[قيل: الإِبِل خاصَّةً. والظاهِر والبَقَر والغَنَم]، بل والظاهِر ما هو أَعَمُّ من ذلك، وهو ما أَنعَم الله به علينا من الحيوان الذي سخَّره لنا من إِبِل وبقَر وغَنَم وفِيَلة وغيرها، وكل شيء.
وقوله:{لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} قسَّم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى هذه الأنْعام