قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى:{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}{هُوَ الْحَيُّ} جملة خبَرية تُفيد الحَصْر وهذا الحَصرُ حَصر إضافيٌّ؛ لأن المُرادَ بـ {الْحَيُّ} هنا الحيُّ حياةً كامِلةً، أمَّا مُطلَق الحياة فيَكون فيه وفي غيره؛ كما قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ}[الملك: ٢] أمَّا الحَياة الكامِلة فهي لله عزَّ وَجَلَّ.
وقوله:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}(لا) نافية للجِنْس، و (لا) النافِية للجِنْس نصٌّ في العُموم، و {إِلَهَ} بمَعنى: مَأْلوهٍ؛ لأن فِعالًا يَأتِي بمَعنَى: مَفعول في اللُّغة العرَبية، وله شَواهِدُ كثيرة: مثل: غِراس، وبِناء، وفِراش، وما أَشبَهها.
وقوله عزَّ وَجَلَّ:{إِلَّا هُوَ}(إلَّا) أداة حَصْر، والحَصْر إثبات الحُكْم في المحصور فيه، ونَفيُه عمَّا سِواه، وإذا كان الأمر كذلك بَقِيَ فيه إشكال؛ أنك إذا قلتَ:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وقلت: إن ذلك للحَصْر، ورَدَ على قَلْبِك، أو أُورِد عليه أن هُناك آلهةً