قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَقَالَ مُوسَى} لقومه وقد سمِع ذلك {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} ... ] إلى آخِره.
قوله:{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ} تَوجيه القَوْل إلى قوم مُوسى ليس بصواب، بل قال مُوسى لفِرعونَ:{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} هذا إن كان فِرعونُ قد قاله له مُواجَهةً، يَعنِي: قال: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} مُواجَهةً، فإن موسى قال:{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} منكم, ولكن قال:{مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ} , أمَّا إذا كان فِرْعونُ يَتَحدَّث مع قومه وسَمِعَ موسى ذلك؛ فعلى ما قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ موسى لمَّا سمِع هذا قال:{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} , ولكن الظاهِر -واللهُ أعلَمُ- أنَّ المعنى الأوَّلَ أصَحُّ أنه قاله لفِرعونَ حين قال:{ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى}.
{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ}{عُذْتُ} بمعنى: اعْتَصَمْتُ بالله؛ لأن عِياذة الشيء الاعتِصام به، قال العُلَماء: ويُقال: العِياذ واللِّياذ الفرق بينهما أنَّ اللياذ فيما يُرجَى، والعِياذ فيما يُخشَى.
فمَعنى {عُذْتُ}: اعتَصَمْت بربِّي وربِّكم، بربِّي وربِّكم، هذه الرُّبوبيةُ العامَّة