{يَقُولُ لَهُ} على كلامِه. أي: يُريد أن يَكون فكان، ولا شَكَّ أن هذا تَحريف للكلِمِ عن مَواضِعه، نَسأَل الله تعالى أن يَعفُوَ عمَّن حرَّفه بحُسْن نِيَّة، والمفَسِّر لا نَعتَقِد فيه -إن شاءَ الله- إلَّا الخيرَ، لكنه أَخطَأ في هذا، والصواب أنه يَقول قولًا مَسموعًا يَسمَعه المُوجَّهُ إليه، فيَمتَثِل أَمْر الله عَزَّ وَجَلَّ.
فإن قال قائِل: البعض يَقول: سُبحانَ مَن أَمْره بين الكاف والنون، فهل هذا صحيح؟ .
فالجوابُ: ليس بصحيح، فأَمْره بعد الكاف والنون {كُنْ} فهو يَكون بعد الكاف والنون. يَعنِي: أَمْره هنا بمعنى: مَأمور، فإن كان الأَمْر هو الفِعْل فهو قبل الكاف والنون، وإن كان الأَمْر هو مَأموره فهو بعد الكاف والنون.
من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بَيانُ أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي يُحيِي ويُميت، وهذا من تمَام رُبوبيته.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن الإحياء والإماتة ليسَتْ صَعْبة عليه، لقوله:{وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.