للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَةُ الأُولَى: إثبات العَرْش، وقد تَكرَّر ذِكْره في القرآن الكَريم في آياتٍ عَديدة، ووَصْفه بأنه كَريم، وبأنه عَظيم، وبأنه مَجيد.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثبات أنَّ لهذا العَرْشِ حَمَلةً؛ لقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} [غافر: ٧]، وإثبات الحمَلة له مع قُدْرة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على إِمْساكه بدون حمَلة إشعار بتَعْظيمه، وأنه عَظيم مُعتَنًى به؛ ولهذا نَجِد أن الله قال في السَّموات بغير عمَد، ولم يَذكُر لها حمَلة، والعَرْش ذكَر له حمَلة مع أن الذي أَمسَك السَّمواتِ والأرضَ أن تَزولا قادِر على إمساك العَرْش بلا حمَلةٍ، لكن هذا من باب التَّعظيم والتَّنويه بشَرَفه وعظَمته.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن حول هذا العَرْش مَلائِكةً، وأنهم كَثيرون، ربما نَستَفيد كَثْرتهم من قوله: (وَمَن حَوْلَهُ} [غافر: ٧]، كأنَّ كل الذي حول العَرْش، ثُمَّ مَن الذي حَوْل العرش هل يُقدَّر بمَسافة عشَرة أمتار، أو عِشرين مترًا، أو مئة متر، أو أَلْف متر؟ يُقال: الحَوْل في كل مكان بحسَبه، فعِندنا مثَلًا الأرض صَغيرة بالنِّسبة للعَرْش، والذي حَوْل الإنسان فيها لا يَتَجاوَز عشَرة أمتار، ربما نَقول: مَن حَوْلك هو الذي يَسمَع كلامك المُعتاد، لكن مَن حول العَرْش، لا نَعلَم! قد تَكون مِساحاتٍ كبيرةً لا يَعلَمها إلَّا الله.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: تَعظيم هؤلاء الذين يَحمِلون العَرْش، والذين حول العَرْش، للربِّ عَزَّ وَجَلَّ؛ لقوله: {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ}.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: تَنزيهُ الله عَزَّ وَجَلَّ عن كل نَقْص، وعن مُماثَلة المَخلوقين؛ فإن قيل: مُماثَلة المَخلوقين من النَّقْص، فلماذا نَقول: وعن مُماثَلة المَخلوقين؟ أفلا يَجدُر بنا أن نَقتَصِر على قولنا: تَنزيهُ الله عن النَّقْص؟

<<  <   >  >>