قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالى:{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} في أوَّل هذه الآياتِ يَقول الله عز وجل: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}[غافر: ٢٨]، وهُنا وما قَبْلها يَقول:{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ} تَحقيقًا لإيمانه وأنه مُؤمِن حَقًّا {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ}.
قوله:{يَاقَوْمِ} سبَق الكَلام على إِعْرابها، وبيَّنَّا أنها مُنادى مَنصوبة مُقدَّرة على ما قبلَ ياء المُتكَلِّم المَحذوفة للتخفيف، منَع من ظُهورها اشتِغال المَحلِّ بحرَكة المُناسَبة.
وقوله:{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} قال المفَسِّر رَحِمَهُ الله: ["اتَّبِعُوني" بإثباتِ الياء وحَذْفها] يَعني أنها قِراءَتان؛ "اتَّبِعُوني" و {اتبعُونِ} أمَّا على وجود الياء فالأَمْر ظاهِر؛ لأنها ياء المُتكَلِّم، وأمَّا على حَذْفها فهي محَذوفة للتخفيف، وقوله:{اتبِعُونِ} فِعْل أَمْر، و {أَهْدِكُمْ} جَواب فِعْل الأَمْر؛ ولهذا وقَع مَجزومًا بحَذْف الياء، والكَسرة قبلَها دليلٌ عليها، وأَصْل {أَهْدِكُمْ}: أَهدِيكُم، لكن