للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَةُ الأُولَى: أن الله تعالى هو خالِق الأرض؛ لقوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ}.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: نِعْمة الله عَزَّ وَجَلَّ علينا؛ لكون الأرض ذاتَ قَرار؛ أي: مُستَقِرَّة لا تَميد.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الأرض لا تَتحرَّك؛ لقوله: {قَرَارًا}، هكذا قال بعضُ العُلَماء، ولكن إذا قارَنَّا هذه الآيةَ بقوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: ١٥] تَبيَّن أن الاستِدْلال بهذه الآيةِ على أن الأرض لا تَتَحرَّك فيه نظَر فيُقال: إِذَنْ من فَوائِد هذه الآيةِ أن نِعْمة الله عَزَّ وَجَلَّ علينا بكَوْن الأرض لا تَميد بنا ولا تَضطَرِب بنا.

ومن ثَمَّ نَعرِف الحُكْم على اختِلاف الناس اليوم ما بين مُؤيِّد ومُفنِّد، هل الأرض تَتحرَّك أو لا تَتحرَّك، فمن المَعروف عند عُلَماء الفَلَك أنها تَتحرَّك، وهذا عِندهم بمَنزِلة الأمور البَدَهيات اليَقينِيَّات التي لا تَقبَل الجدَل، يَقولون: إن الأرض تَتَحرَّك وتَدور بذاتها دَوَرانًا يَختَلِف به الليل والنهار، وتَدور دَوَرانًا محِوَريًّا، به تَختَلِف الفُصول، وليس عندهم في ذلك شَكٌّ، ولا يُجادِلون في هذا، ومن العُلَماء مَن قال: لا، إنها لا تَدور، بل هي ساكِنة قارَّة، وإن اختِلاف الليل والنهار إنما يَكون بسبب دوران الشَّمْس على الأرض لا بسبَب دَوَران الأرض.

والذي يَظهَر لي أن القُرآن الكريم ليس فيه شيءٌ صَريح بأنها تَدور أو لا تَدور، وهو إلى كونها تَدور أقرَبُ من كونها لا تَدور؛ لأن نفَي الأخصَّ في قوله: {أَنْ

<<  <   >  >>