ثُم قال - رَحِمَهُ اللهُ -: [{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}؛ أي: الله عَظيم الصِّفات، أو رافِع درَجات المُؤمِنين في الجَنَّة]، قوله:{رَفِيعُ} من الرِّفْعة وهي العُلوُّ، فسَّرها المفَسِّر - رحمه الله وعفا عنه - بأَحَد مَعنَيَيْن:
المعنى الأَوَّل: أن المُراد بالرِّفْعة العظَمة، والمُراد بالدرَجات الصِّفات، أي: أنَّ الله تعالى عَظيم الصِّفات.
وكِلا المَعنَيَيْن تَحريف للكلِم عن مَواضِعه؛ لأنَّ {رَفِيعُ} اسم فاعِل أو صِفة مُشبَّهة، فاعِلها يَعود على الله - عَزَّ وَجَلَّ - المَذكور في قوله:{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[غافر: ١٤] وعلى هذا فلا يَصِحُّ أن تُفسَّر بأن المُراد: رافِع درَجات المُؤمِنين؛ لأنه على هذا التَّفسيرِ تَكون الدرَجاتُ درَجاتِ غيرِه، درَجات المُؤمِنين.
ولا يَصِحُّ أن تُفسَّر {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ} بعظيم الصِّفات، لما بينَهما من الفَرْق العظيم، لكن المفَسِّر عفا الله عنه فسَّرها بهذا التَّفسير فِرارًا من إثبات العُلوِّ الذاتيِّ؛