قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{ذَلِكُمْ} أي: العَذاب الذي أَنتُم فيه]، فالمُشار إليه مَوْجود، أي: أنَّ العَذاب الذي أنتُم فيه بسبَب كذا وكذا، وهنا قال:{ذَلِكُمْ} وتَأتِي أحيانًا بذلك، وتَأْتي أحيانًا بذَلِكُنَّ، وتَأتي أحيانًا بذَلِكُما، فما هو السبَب في تَغيُّر الخِطاب في هذه الإشاراتِ؟ فيُقال: اسم الإشارة بحَسب المُشار إليه، وكاف الخِطاب التي بعدها بحَسب المُخاطَب.
فإذا أَشَرت إلى واحِد مُخَاطِبًا اثنين فقُل:"ذلِكُما"، كما قال يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لصاحِبَيِ السِّجْن:{ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}[يوسف: ٣٧].
وإذا أَشَرْت إلى اثنَيْن مُخَاطِبًا واحِدًا تَقول:"ذانِك"؛ كقوله تعالى:{فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ}[القصص: ٣٢].
وإذا أَشَرْت إلى واحِد مُخَاطِبًا جماعة ذُكور، تَقول:"ذلِكُمْ"، ومنه قوله تعالى:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ}[فصلت: ٢٣].
وإذا أَشَرْت إلى واحِد مُخَاطِبًا جماعة إناث تَقول:"ذلِكُنَّ"، قالت:{فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}[يوسف: ٣٢].