قال المفَسِّر رَحِمَهُ الله:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} يُقال: "ادْخُلوا" يا {آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} هذه قِراءَة] {أَدْخِلُوا} أَمْر والمَقْصود به الإهانة والإِذْلال، بخِلاف قوله تعالى لأهل الجَنَّة: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (٤٦)} [الحجر: ٤٦] هذه للإِكْرام، أمَّا هذه:"ادْخُلُوا آلَ فِرْعَونَ" هذه للإِهانة، والعِياذُ بالله.
وقوله:{آلَ} فسَّرها المفَسِّر بقوله: [يا آلَ] إشارة إلى أنها مَنصوبة بـ (يا) النِّداء المحذوفة، ادْخُلوا يا آلَ فِرعونَ، قال رَحِمَهُ الله:[وفي قِراءة بفَتْح الهمْزة وكَسْر الخاء، أَمْر للمَلائِكة]: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ}، يَعنِي: ويوم القِيامة يُقال للمَلائِكة: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَشَدَّ الْعَذَابِ} عَذاب جَهنَّمَ] نَسأَل الله العافِيةَ.
من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنَّ الله سبحانه وتعالى يَكفِي مَن تَوكَّل عليه، فيَحمِيه من عَدوِّه؛ لقول الله تعالى:{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: التَّحذير من أَعْداء المُسلِمين؛ لقوله:{مَا مَكَرُوا}، وأن أَعداء المُسلِمين قد لا يُواجِهونهم بالعَداوة، ولكنَّهم يَمكُرون بهم، فلْيَحذَر المُؤمِن مَكْر أَعداء الله، وهذا في القرآن كثير، قال الله تعالى لنَبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٣٠)} [الأنفال: ٣٠]، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق: ١٥ - ١٧].
ومن مَكْر أعداء الله أنَّهم لا يُجابِهون المُسلِمين بالعَداوة؛ لكنهم يَغزونَهم من