للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيثُ لا يَشعُرون؛ بالأفكار المُنحَرِفة، والأخلاق السَّيِّئة، كما تُشاهِدون الآنَ وتَسمَعون ما يَفعَل أعداء المُسلِمين بالمُسلِمين، يَجُرُّون إليهم الأخلاق السافِلة من وَسائِل الإعلام المَرئِيَّة والمَقروءَة والمَسموعة، يُوفِدون إليهم كل ما يُخالِف دِين الإسلام في المَلابِس وغير المَلابِس، يُغرُونهم بالأموال الطائِلة؛ لإذهاب أَوْقاتهم سُدًى بلا فائِدةٍ، كمَسأَلة الرِّياضة وما أَشبَهَها.

فالمُهِمُّ: أن أعداء المُسلِمين يَمكُرون بهم مَكْرًا عَظيمًا، والمُسلِمون إمَّا أنهم لا يَهتَمُّون بهذا المَكْرِ، أو أنهم لا يَعرِفونه، ولكن الواجِبُ علينا أن نَحذَر.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الله تعالى يُجازِي المُحسِن بإحسانه ويُجازِي المُسِيء بإساءَتِه، وتَكون إجازة المُسِيء بإساءَته في الحَقيقة مجُازاة للمُحسِن؛ لأن أَخْذ أعدائِك بالعَذاب هو في الحقيقة انتِصار لك وأنت تَفرَح بذلك، يُؤخَذ ذلك من قوله: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥)} [غافر: ٤٥]، فبَيَّن الله تعالى جَزاءَ هذا وجَزاءَ هؤلاءِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثبات عَذاب القَبْر؛ لقوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}.

وعَذاب القَبْر ثابِت بالقُرآن والسُّنَّة والإِجْماع:

أمَّا القُرآن: ففي مِثل هذه الآية: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}، ثُم قال: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا}؛ لأن قوله: (يَوْم) ظَرْف زمان مُتعَلِّق بما بعدَه، المُتعَلِّق بالفِعْل "ادْخُلُوا" أو {أَدْخِلُوا}، وهذا لا يَكون إلَّا بعد يوم القِيامة، وعَرْضهم على النار غُدُوًّا وعَشيًّا يَكون قبل يوم القِيامة، ففيه إثبات عَذاب القَبْر، قلتُ لكم: إنه ثابِت بالقُرآن والسُّنَّة والإجماع، أمَّا القُرآن ففي مثل هذا.

<<  <   >  >>