قوله:{الَّذِينَ}: مُبتَدَأ مُستَأنَف، ويَجِب الوُقوف على ما قَبْله {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّار}؛ لأنَّك لو قُلْت:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} ووصَلْتَ لظَنَّ الظانُّ أنَّ أصحاب النار همُ الذين يَحمِلون العَرْش، وهذا فَساد للمَعنى.
قوله:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} العَرْش: هو عَرْش الرحمن عَزَّ وَجَلَّ، وهو أَكبَرُ المَخلوقات، وأعظَمُها، وأَوْسَعها، وأَشرَفُها فيما عدا المُكلَّفين، هذا العَرْشُ لا يَعلَم قَدْره إلَّا الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأننا لم نُخبَر عن قَدْره، ولا نَعلَم من أيِّ مادَّة هو، أهُوَ من نور أو خشَب أو حَديد؟ لا نَعلَم؛ لأننا لم نُخبَر عن ذلك، ولم نَعلَم عن لونه، ولم نَعلَم عن مَلمَسه، ألَيِّنٌ هو أم قاسٍ؟ كل هذا لا نَعلَمه، إنما نَعلَم أنه عَرْش عَظيم محُيط بالمَخلوقات، استَوَى عليه الربُّ عَزَّ وَجَلَّ، وله حَمَلة، والمَشهور أن حمَلته الآنَ أربَعة، وفي يوم القِيامة يَكونون ثَمانية، ومن جُملة حَمَلة العَرْش إسرافيلُ المُوكَّل بالنَّفْخ في الصور، فإنه أحَدُ حمَلة العَرْش.