ثُمَّ قال تعالى:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ} قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [بالياء والتاء] بالياء {يَنْفَعُ} بالتاء "تَنْفَعُ"، إِذَنْ هُما قِراءَتان سَبْعِيَّتان؛ لأن المفَسِّر إذا أَتَى بصيغة القِراءة على هذا الوَجهِ فمَعناه أنهما قِراءتان سَبْعيَّتان، أمَّا إذا قال: وقُرِئَ. فهو للشاذِّ قِراءة شاذَّة، بالتاء لأن (مَعذِرة) مُؤنَّث، فالفِعْل يَكون معها مُؤنَّثًا، لكن بالياء نَقول أوَّلًا: إنه فَصْل بين الفِعْل والفاعِل، وثانيًا أن التَّأْنيث هنا ليس حَقيقيًّا. وابنُ مالِكٍ يَقول:
قوله:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} المُراد بالظالمِين هنا الكافِرون، قال الله تعالى:{وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
وقوله:{مَعْذِرَتُهُمْ} يَعنِي: عُذْرهم، قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[عُذْرهم لوِ اعتَذَروا] يَعنِي: عُذْرهم فيما سبَقَ، أو اعتِذارُهم فيما لحَق في ذلك اليومِ، هم يَعتَذِرون لكن لا يُقبَل، لا يُؤذَن لهم فيَعتَذِرون.