للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{الْكَبِيرِ} العَظيم] وهذا تَفسير تَقريبيٌّ، ولو قال: الكَبير ذو الكِبْرياء لكان أَقرَبَ، فهو كبير عَزَّ وَجَلَّ ذو كِبرياء، وهو كبير أيضا، كبير باعتِبار ذاته، لا يُحيط به شيء من مَخْلوقاته، والسَّموات السَّبعْ والأرَضون السَّبْع في يدِه كخَرْدلة في يَدِ أحَدِنا.

مسألة: هَل يجِب على الإنسانِ أنْ يُبلِّغ الناس أنه يَجِب عليهم أن يَبحَثوا، ثُم كيف نَقول لهم هذا وهُمْ أصلًا كُسالى، لا يَبحَثون وجهَلة؟

فالجوابُ: نحن لا نَتَكلَّم عن العرَب، العرَب يَفهَمون الدَّعْوة بمُجرَّد أن تَبلُغهم، بل نَتكَلَّم عن قوم لا يَفهَمون المَعنى، يَجِب عليهم أن يَبحَثوا، أمَّا عوامُّ الناس الآنَ فقَدْ بلَغَتهم وفهِموها؛ ولهذا يَعرِفون مَعنَى لا إلهَ إلَّا الله، وَيعرِفون مَعنى محُمَّد رسول الله، وما أَشبَهَها.

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَةُ الأُولَى: إثباتُ الأَسْباب؛ لقوله: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ}، فالباء للسَّبَبية، وقد تقدَّم كثيرًا أنَّ أهل السُّنَّة والجماعةَ يُثبِتون الأسباب للمُسَبَّبات، ولكن لا على أنَّها فاعِلة بنَفْسها، بل بما أَوْدعَ الله فيها من القُوى المُؤثِّرة، يُؤخَذ ذلك من قوله: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ}؛ لأن الباء للسَّبَبية.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: بَيان ما عليه هؤلاءِ الكُفَّارُ من كونِهم إذا دُعِيَ الله وحدَه كفَروا، وإذا أَشرَك به أَدرَّوا هذا الشِّرْكَ؛ لقوله: {بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا}.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الحُكْم لله؛ لقوله تعالى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ} وليس لغَيْره.

<<  <   >  >>