للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣].

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بَيان حال الدُّنيا، وأنها مَتاع يَتَمتَّع بها الإنسان ثُم تَزول، إمَّا بزَوال هذا التَّمتُّع، وإمَّا بزَوال المُتمتِّع؛ ولهذا انظُرْ مَصارع الدنيا هل فيها أحَدٌ خُلِّد؟ وهل فيها أحَد خُلِّد له ما بين يديه؟ كل ذلك لم يَكُن، فالدنيا إمَّا زائِلة وإمَّا أن يُزال عنها، قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤)} [الأنبياء: ٣٤].

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: انحِصار الدُّنْيا في هذه الكلِمةِ القَليلة، وهي {متاعٌ} كلُّ الدُّنيا مَتاع، لا تَتَحمَّل أكثَرَ من ذلك.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: الاستِعْداد والرَّغْبة في الآخرة، لقوله: {وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: ٣٩]، فإذا اجتَمَع هذا إلى ما قَبلَه صار مُتضمِّنًا لفائِدَتَيْن: وهُما الزُّهْد في الدُّنيا، والرَّغْبة في الآخرة.

* * *

<<  <   >  >>