الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن أهل النار في أشَدِّ ما يَكون من العَذاب، يُؤخَذ من قوله:{يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} فهو يَدُل على أن عليهم شِدَّةً، وأنهم يَتَمنَّون يَومًا واحِدًا فقَطْ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن أهل النار يُعذَّبون عَذابًا بدَنيًّا وعَذابًا قلبيًّا، يُؤخَذ من التَّقريع والتَّوْبيخ لهم:{أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}، فهذا يَكون أشَدَّ عليهم من عَذاب البدَن؛ ولهذا يَقولون كما في سورة تَبارَك:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: ١٠]، قال تعالى:{فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ}[المُلك: ١١].
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن لكُل أُمَّة من أَهْل النار رسولًا؛ لقوله:{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا}، فكل أُمَّة لها رَسولٌ.
الْفَائِدَةُ الثامِنةُ: أن الله تعالى لم يُرسِل رسولًا إلَّا بآيات تَدُلُّ على أنه رسول الله حقًّا؛ لقوله:{بِالْبَيِّنَاتِ}.
الْفَائِدَةُ التَاسِعَةُ: أن الاهتِمام بالوَصْف أَشَدُّ من الاهتِمام من بالأَصْل؛ لأن الوَصْف هو الذي يُبيِّن الأشياء، يُؤخَذ من قوله:{بِالْبَيِّنَاتِ} حيث أَتَى بالوَصْف وطوَى ذِكْر المَوْصوف؛ لأن المُهِمَّ هو الوَصْف.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: تَهكُّم الرُّسُل بهَؤلاء -أي: بأَهْل النار- يُؤخَذ من قوله:{قَالُوا فَادْعُوا} هذا من باب التَّهكُّم منهم؛ لأن المَلائِكة يَعرِفون أنهم لن يُجابوا.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أنه لا قَبولَ لدُعاء الكافِرين؛ لقوله:{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} وذلك يَشمَل دُعاء المَسأَلة ودُعاء العِبادة، والذي يُستَثنَى من دُعاء المَسأَلة في إجابة الكافِر المُضطَرِّ والمظلوم، والدَّليل على استِثْناء المُضطَرِّ أنه