يَكون هذا العَدوُّ للإسلام اليومَ هو وليَّ الإسلام في يومٍ آخَرَ، ألَمْ يَكُن عُمُرُ من أعداء الإسلام؟ ألَمْ يَكُن خالِدُ بنُ الوَليد وعِكْرمةُ بنُ أبي جَهْل مِمَّن اقتَحَموا الجبَل في أُحُد ليَقتُلوا الرسول وأصحابَه؟ ثم كانوا من قُوَّاد المُسلِمين، وكان عُمُرُ خليفةَ الخَليفةِ الثاني في هذه الأُمَّةِ.
إِذَنْ: يا أخي لا تَدعُ على شخص مُعيَّن من الكُفَّار باللَّعْنة، لكن هل يَجوز أن أَدعُوَ الله له بالهِداية؟
الجَوابُ: يَجوز، يَدعو لفُلان وفُلان، لا نُريد أن نُعيِّن أن الله يَهدِيه.
إِذَنِ: الهِداية لا بأسَ بها، أمَّا اللَّعْن فلا.
فإن قال قائِل: قلنا: إن الكافِر لا يُدعَى عليه إذا كان حيًّا. فما القولُ إن كان مَيِّتًا؟
فالجَوابُ: إذا كان ميتًا فإنه يُنظَر هل في ذلك مَصلَحة، إن كان فيه مَصلَحة فلا بأسَ. يَعنِي: إذا كان فيه مَصلَحة وأنك ستُغيظ أَتباعَه فلا بأسَ، وإلَّا فقَدْ قال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا"(١).
فإن قال قائِلٌ: هل يَجوز الدُّعاء على الكافِرين بالهَلاك؟
فالجوابُ: الآنَ دُعاء بالهَلاك، ودُعاء باللَّعْنة، ودُعاء بالهِداية، وأَحسَنهم الهِداية، والإنسان الذي يَقول: اللَّهُمَّ أَهلِكه. بدَل: اللَّهُمْ اهْدِ. لا يَقوله إلَّا من شِدَّة الغَيْرة أو الغَضَب عليه، ونحن نَقولُ له: اهْدَأْ! .
(١) أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات، رقم (١٣٩٣)، من حديث عائشة - رضي الله عنها -.