للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تُساوِي بين مخُتَلِفين، ولا تَجمَع بين مُفتَرِقين.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن من الناس مَن يُطَنْطِن ويَقول: إن الدِّين الإسلاميَّ دِين المُساواة، وهذا خطَأ، الدِّين الإسلاميُّ دِين العَدْل وليس دِين المُساواة، الذين يَقولون: إنه دِين المُساواة يُريدون أن يَتَحوَّلوا من هذا إلى التَّسوية بين الرجُل والمرأة، وبين الشَّريف والوَضيع، وهذا خطَأ، فإن الله تعالى جعَل لكل إنسان ما يَليق به شَرْعًا وقَدَرًا؛ ولهذا لم يَأتِ حَرْف واحِد في القُرآن فيه أن الناس سواءٌ أبَدًا، أكثَرُ ما يُوجَد في القرآن نفيُ الاستِواء أي: نَفيُ المُساواة، لكن العَدْل جاء في القُرآن {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: ٩٠]، {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: ٥٨]، {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: ٨]، إلى غير ذلك من الآيات.

وذلك لأن العَدْل يَعنِي: أن نُنزِل كل إنسان مَنزِلته فإذا استَوَى إنسانان في مَنزِلة سَوَّيْناهما في الحُكْم، أو ساوَيْنا بينهما في الحُكْم، وإذا اختَلَفا فرَّقْنا بينهما.

والعجَبُ أن كثيرًا من كُتُب المُتأخِّرين يَقولون بذلك، وهذا أَمْر قد يَدعو أيضًا إلى التَّسوية بين المُسلِم والكافِر؛ لأن كُلًّا منهما إنسان بشَر، لكن إذا قُلْنا: العَدْل صار الكافِر لا يُمكِن أن يَلحَق بالمُسلِم؛ لأن ذلك جَوْر وظُلْم في حَقِّ المُسلِم، وغُلوٌّ وإفراط في حقِّ الكافِر.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: فضيلة الإيمان والعمَل الصالِح وسُوء العمَل السَّيِّئ؛ لقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ}.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن كثيرًا من الناس لا يَتَذكَّرون إلَّا قليلًا؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ}.

<<  <   >  >>