للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمش يقول عن حبيب بن أبي ثابتٍ، [عن عطاء] (١) عن ابن عمر: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن". وأما الثوري فأوقفه، يعني حديث ابن عمر. قال: وقد روى أبو الزّنادِ عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "على صورته" (٢)، فنقول كما جاء في الحديث.

قال (٣): وسمعتُ أبا عبد الله يقول: لقد حضرتُ الحميديَّ بحضرة سُفيان بن عيينة، فذكر هذا الحديث: "خلق آدم على صورته"، فقال: من لا يقولُ بهذا فهو كذا وكذا، يعني من الشَّتم، وسفيانُ ساكتٌ، لا يرُدُّ عليه شيئًا.

وقدْ ذكر هذه القصةَ صالحٌ عن أبيه في (كتاب السُّنة) أيضًا، وذكر حديث الحميدي وابن عيينة.

قال المرُّوذي (٤): سمعت أبا عبد الله - قيل له: أيُّ شيء أُنكِرَ على بِشْر بن السَّرِيّ؟ وأيُّ شيءٍ كانتْ قصتُه بمكة؟ قال: تكلم بشيء من كلام الجهميَّة، فقال: إنَّ قومًا يَحُدُّون. قيل: التشبيه؟ فأومأ برأسه: نعم، قال: فقام به مؤمل حتى خَنَسَ، فتكلم ابن عيينة في أمره حتى أُخرج، قال: إنه صاحب كلام.

وليس الغرض تعديدَ طرقه، وإنما الغرض الأصلي أن الأئمة المتفق


(١) زيادة من المصادر السابقة.
(٢) أخرجه مسلم (٢٦١٢) وأحمد (٢/ ٢٤٤، ٤٤٩) والحميدي في مسنده (١١٢١) بهذا الطريق.
(٣) أي المرُّوذي. ونقل المؤلف هذا النص في بيان تلبيس الجهمية (٦/ ٤١٥ - ٤١٦).
(٤) نقل عنه المؤلف في المصدر السابق (٦/ ٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>