للترتيب, أو لتجويز كونها مستعملة في غير الترتيب بناء على الغالب.
وفيه نظر؛ لأنهم أئمة اللسان, والأصل عدم المجاز. قلت: على أن لفظ الحديث في مسلم, وفي النسائي أنه عليه السلام لما دنا من الصفا قرأ:{إن الصفا والمروة من شعائر الله} وقال: «أبدأ بما بدأ الله به» لا كما ذكر المصنف, لكن وقع في رواية النسائي «ابدؤوا» على الجمع.
احتجوا ثالثًا: بأن أعرابيًا خطب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعصهما فقد غوى, فقال عليه السلام:«بئس الخطيب أنت, قل: ومن يعص الله ورسوله» , بهذا اللفظ أخرجه مسلم ولولا أنها للترتيب لم يكن بين العبارتين فرق, فلا يصلح النص.
أجاب: لا نسلم عدم الفرق, إذ الإفراد بالذكر أظهر في تعظيم الله, فرد عليه لتركه التعظيم الذي كان يحصل بالإفراد بالذكر أظهر في تعظيم الله, فرد عليه لتركه التعظيم الذي كان يحصل بالإفراد لو أفرد, ويدل على ذلك أن معصية الله ورسوله لا انفكاك / لأحدهما عن الأخرى حتى يتصور الترتيب بينهما في الزمان.
قلت: وفي هذا الجواب نظر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» فدل على أن الذم لإيهام