الْمغرب بالحائطي فَفِي الْجِهَة الأولى
(متع جفونك فِي بديع لباسي ... وأدر على حسني حميا الكاس)
(هذي الرِّبَا وَالرَّوْض من جرعائها ... لم تغتذي بالعارض البجاس)
(أَنى لروض أَن يروق بهاؤه ... مثلي وَأَن يجْرِي على مقياسي)
(فالروض تغشاه السوام وَإِنَّمَا ... تأوي إِلَى كنفي ظباء كناس)
وَفِي الْجِهَة الثَّانِيَة
(من كل حسنا كالقضيب إِذا انثنى ... تزري بِغُصْن البانة المياس)
(وَلَقَد نشرت على السماك ذوائبي ... وَنظرت من شرز إِلَى الكناس)
(وجررت ذيلي بالمجرة عابثا ... فخرا بمخترعي أبي الْعَبَّاس)
(مَا نيط مثلي فِي القباب وَلَا ازدهت ... بفتى سواهُ مَرَاتِب وكراس)
وَفِي الْجِهَة الثَّالِثَة
(ملك تقاصرت الْمُلُوك لعزه ... وَرَمَاهُمْ بالذل والإتعاس)
(غيث الْمَوَاهِب بَحر كل فَضِيلَة ... لَيْث الحروب مسعر الأوطاس)
(فَرد المحاسن والمفاخر كلهَا ... قطب الْجمال أَخُو الندى والباس)
(ملك إِذا وافى الْبِلَاد تأرجت ... مِنْهُ الوهاد بعاطر الأنفاس)
وَفِي الْجِهَة الرَّابِعَة
(وَإِذا تطلع بدره من هَالة ... يعشى سناه نواظر الْجلاس)
(أَيَّامه غرر تجلت كلهَا ... أبهى من الأعياد والأعراس)
(لَا زَالَ للمجد السّني يشده ... وَيُقِيم مبناه على الأساس)
(مَا مَال بالغصن النسيم وكللت ... دُرَر الندى فِي جيده المياس)
وَقَالَ أَبُو فَارس الفشتالي مِمَّا كتب على المصرية المطلة على الرياض المرتفعة على الْقبَّة الخضراء من بديع الْمَنْصُور وَكَانَ أَنْشَأَهَا فِي جُمَادَى الأولى من سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة
(باكر لدي من السرُور كؤوسا ... وَأَرْض النديم أَهله وشموسا)
(وأعرج على غرفي المنيف سماؤها ... تلق الفراقد فِي حماي جُلُوسًا)