(وجاهدتم وقاتلتم فَأنْتم ... لدين الله أقمار تنير)
(وأطلعتم صوارمكم نجوما ... لَدَى هيجاء صَاحبهَا كفور)
(فَأَنت الْبَدْر يَوْم السّلم حسنا ... فِي يَوْم الوغا الْأسد الهصور)
(وَفِي ثغر العرائش قد تبدى ... لقد ركم على الشعرى الظُّهُور)
(لقد كَانَ الْمُلُوك فساوموها ... وراموها وَبَان لَهَا نفور)
(فَلَمَّا جاءها انقادت وَقَالَت ... إِلَيْك بِحَق مَوْلَانَا الْمصير)
(ملكت قياد عزتها بذل ... فَمَا أغْنى الْحصار وَلَا العبور)
(قهرتم بأبطال ضخام ... على الهيجاء كلهم جسور)
(فكم رَأس من الْكفَّار أَمْسَى ... قطيع الرَّأْس مجرورا يخور)
(وَكم نحر قلادته رماح ... وَسن الرمْح مركزه النحور)
(وَكم أسرى وَكم قَتْلَى بِأَرْض ... وَكم جرحى دِمَاؤُهُمْ تَفُور)
(تمر بهَا الطُّيُور فتنتقيها ... وَبَات الذِّئْب وَهُوَ لَهَا شكور)
(وأضحى النَّاس كلهم نشاوى ... على طرب وَمَا شربت خمور)
(فبشراكم بِهَذَا الْفَتْح نور ... وبشراكم بِمَا من الغفور)
(بِهِ زَادَت مآثركم علوا ... وَقد عظمت بِهِ لكم الأجور)
(أَلا يَا معشر الْكفَّار هَذَا ... يبددكم وَلَيْسَ لَهُ فتور)
(أَلا يَا أهل سبتة قد أَتَاكُم ... بِسيف الله سُلْطَان وقور)
(إِذا مَا جَاءَ سبتة فِي عشي ... تناديه إِذا كَانَ البكور)
(ووهران تنادي كل يَوْم ... مَتى يَأْتِي الإِمَام مَتى يزور)
(مَتى يَأْتِي ويفتحها سَرِيعا ... وَيلْحق أَهلهَا مِنْهُ ثبور)
(فيهزمهم ويقتلهم وَيَسْبِي ... وَسيف الْحق فِي يَده ينور)
(أيا مولَايَ قُم وانهض وشمر ... لأندلس فَأَنت لَهَا الْأَمِير)
(وجاهدهم وحاربهم وَفرق ... جموعهم فربكم النصير)
(وَلَا يمْنَع بِفضل الله مِنْهَا ... كَمَا قد قيل بر أَو بحور)
(لِسَان الْحَال ينشد كل يَوْم ... وَمعنى الْحَال تفهمه الصُّدُور)
(بقرطبة تنَال الْمجد طرا ... وَيَأْتِي الْعِزّ وَالْملك الْكَبِير)