(فجَاء الْعَفو مِنْك وهم ثَلَاث ... أَسِير أَو كسير أَو ذبيح)
(وَقد قسمت بِلَادهمْ بِعدْل ... ودورهم كَمَا قسم الوطيح)
(وَقد نظمت مكايدهم قَدِيما ... بني سعد وزيدان نطيح)
(فظنوا آل إِسْمَاعِيل يرنو ... لغير الحزم طرفهم الطموح)
(وَمَا علمُوا بأنكم سيوف ... لحدكم نجيعهم سفوح)
(أَبَا زيد إِذا تبقى عَلَيْهِم ... بصفح رُبمَا نَدم الصفوح)
(فَلَا تحلم فَإِن الْجرْح يكوي ... طريا بالمحاور أَو يقيح)
(فَلَا زَالَت بك الدُّنْيَا عروسا ... ومجدك من مفارقها يفوح)
وَمن ذَلِك قَول بَعضهم وَلَعَلَّه الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الله الديماني قَالَ
(بشرى تقر بأعين الْإِيمَان ... كالوصل ينْسَخ دولة الهجران)
(جاد الزَّمَان بهَا على مقداركم ... فتقاصرت عَنْهَا خطا الأذهان)
(أَيْن المفر لمن عَنَّا عَن أَمركُم ... أَتَرَى البغاث تفوت مَا لعقبان)
(الْأَمر أَمر الله غير مُنَازع ... لَاحَ الصَّباح لمن لَهُ عينان)
(يَا من يُطَالب أَمرهم بدلائل ... أتطالب الْبُرْهَان بالبرهان)
(إِن كنت تجْهَل فالحسام معلم ... يشفي البريء بِهِ ويشقي الْجَانِي)
(كم من غوي قد عتا عَن أَمرهم ... كزرارة فَمضى إِلَى الخسران)
(أَيْن المفر لمن عتا عَن أَمركُم ... يَوْم الكفاح إِذا التقى الْجَمْعَانِ)
(لم يمْنَع الْأَعْدَاء مِنْهُم معقل ... لَو أَنهم صعدوا إِلَى كيوان)
(لكِنهمْ باؤوا بأخسر صَفْقَة ... فكأنهم غصبوا أَبَا غبشان)
(جَيش تسد وفوده مسرى الصِّبَا ... وتهد وطأته ذرى ثهلان)
(يَا مَالِكًا مَلأ الْوُجُود محاسنا ... لَا تختفي عَن أعين العميان)
(أجريت بَين المعتقين مكارما ... يسلوا الْغَرِيب بهَا عَن الأوطان)
(لوقيل للغيث اعْترف لم يعْتَرف ... إِلَّا بِفضل نداكم الهتان)
(إِنْسَان عين الدَّهْر أَنْت وَإِنَّمَا ... تَكْمِيل شكل الْعين بالإنسان)
(ذكراك بالأفواه تعذب كاللما ... وتخف كالبشرى على الآذان)
(أيقظت جفن الْحق من إغفائه ... وأقمت مَيْلَة عطفه الكسلان)