(أَو مَا ترى علم الْبشَارَة لائحة ... أَو مَا تشاهد نورها يتَرَدَّد)
(هَذَا زمَان ظُهُور طلعة أَحْمد ... فِي عَالم الأجساد هَذَا المولد)
(طُوبَى لمن يروي غَرِيب حَدِيثه ... متأدبا ويعيده ويردد)
(طُوبَى لمن يقْضِي حُقُوق مديحه ... ويجيده نظما بديعا ينشد)
(فمديح خير الْخلق أعظم قربَة ... لكنه فِي ذَا الأوان مُؤَكد)
(يَا لَيْلَة مَا كَانَ أعظم قدرهَا ... مَعَ فجرها طلع النَّبِي مُحَمَّد)
(فاسرد شمائله الحسان وَمَا لَهُ ... من معجزات بِالنُّبُوَّةِ تشهد)
(وَاذْكُر عجائب مولد قرت بِهِ ... عين الْمُحب وضاق مِنْهُ الأحقد)
(وَاجعَل دعاءك للْإِمَام المرتضى ... إِن الدُّعَاء لَهُ لحق أوكد)
(واملأ بدر مديحه أسماع من ... حَضَرُوا لَدَيْهِ وضمهم ذَا المشهد)
(سَاس الرّعية صَادِقا فعنت لَهُ ... أُمَم وَقد كَانَت قَدِيما تشرد)
(من كَفه فاضت مواهب جمة ... فالكف مِنْهُ للعفاة المورد)
(طود أتآد شامخ ذُو همة ... علياء يقصر عَن علاها الفرقد)
(مَا جود حَاتِم طيىء مَا حلم أحنف ... إِن ذَا لَهو الْحَلِيم الأجود)
(أزكى الْمُلُوك أرومة وأجلهم ... قدرا وأسبقهم لأمر يحمد)
(باهى بِهِ الغرب الممالك فاغتدى ... مِنْهُ يغار قريبها والأبعد) وَمن آخرهَا
(مولَايَ يَا تَاج الْمُلُوك وفخرهم ... فليهنك الْعِيد الْأَغَر الأسعد)
(لله موسم مولد لَك عَائِد ... بمسرة مَوْصُولَة تتجدد)
(لَا زلت ممنوحا جلائل أنعم ... مَا اهتز فِي روض بهي أملد)
(لَا زلت محروسا بِعَين عناية ... مَا رنم الْحَادِي وَحبر منشد)
وَفِي ربيع الثَّانِي من سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَألف ورد كتاب السُّلْطَان أعزه الله على قَاضِي سلا بِتَعْيِين صاحبنا الشريف الأديب فلكي الْعَصْر أبي الْعَلَاء إِدْرِيس بن مُحَمَّد الجعيدي السلاوي للذهاب إِلَى مراكش برسم الْقيام على إحصاء صائر السُّلْطَان بهَا بَدَلا عَن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد عبد الله بن