خضراء فامتثل الشريف الْمَذْكُور وسافر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ومدح جناب السُّلْطَان أسماه الله بِهَذِهِ القصيدة الَّتِي يَقُول فِيهَا
(لبيْك يَا منقذي من لجة الْعَدَم ... سعيا على الجفن لَا مشيا على الْقدَم)
(فَذا أَوَان سعود كنت أرصده ... وَذي مناي كَمَا فِي سَابق الْقدَم)
(فَهُوَ المرام وكل الْعِزّ يعقبه ... وَلَا يُحَال بِأَنِّي أَحْقَر الخدم)
(قصدت أعتاب ملك شامخ بهج ... يقري الضيوف ويغني صَاحب الْعَدَم)
(أنزلت رحلي بهَا وَعِنْدهَا أملي ... وَهل يخيب نزيل الْجُود وَالْكَرم)
(شمرت عَن ساعدي وَالْأُذن وَاعِيَة ... فهاب أهل الحسام سطوة الْقَلَم)
(أرْضى بِذَاكَ الَّذِي أَضَاء مغربنا ... بعدله فغدا يميس فِي نعم)
(أزكى الْأَئِمَّة شِيمَة وأرفعهم ... قدرا وأسبقهم لكل مغتنم)
(أميرنا الْحسن الْمَحْمُود سيرته ... تروع صولته الْأسود فِي الأجم)
(نجل السلاطين قد أَحْيَا مآثرهم ... ونال مَا عجزت عَنهُ ذَوُو الهمم)
(قد شاد للدولة الغراء مفخرها ... فَسَاد عِنْد مُلُوك الْعَرَب والعجم)
(تَاج الْمُلُوك وفخرهم وسيدهم ... وَخير من قد مضى فِي غابر الْأُمَم)
(قد لاحظته السُّعُود وَهِي فِي شرف ... وكل نحس عداهُ وَهُوَ عَنهُ عَم)
(النَّصْر سابقه والسعد قائده ... وَالْفَتْح يَخْدمه من جملَة الخدم)
(والجود سيرته والحلم حليته ... وَالْجد عَادَته فاحذر من النَّدَم)
(لَيْث إِذا مَا أحس الْحَيّ سطوته ... ألقوا سِلَاحهمْ مَخَافَة النقم)
(غيث إِذا الأَرْض يَوْمًا مَسهَا عَطش ... غوث توسل بِهِ لبارىء النسم)
(مدير عَالم مفكر فطن ... ومفحم باهر بأفصح الْكَلم)
(كل الفهوم لَهُ أَلْقَت أزمتها ... ونوره يَهْتَدِي بِهِ لَدَى الظُّلم)
(بهَا يُقَاوم من بغى ويدمغه ... بهَا يدافع أهل الريب والتهم)
(كم دبر الرّوم من كرّ وَمن حيل ... توجو النجاح بهَا والنجح فِي عقم)
(يرى بِنور حجاه كل عَاقِبَة ... وَعين تَدْبيره لِلْأَمْرِ لم تنم)
(فصل الْخطاب حباه الله مكرمَة ... وَحِكْمَة عظمت من أبدع الحكم)
(فاطلب رِضَاهُ وَدم على محبته ... مدا الدهور وجانب دَاعِي السأم)