(وارت عليا عِنْد مَا عظم الردى ... والروع بالأسماع والأبصار)
(وتخاذل الْجَيْش اللهام وَأصْبح ... الْأَبْطَال بَين تقاعد وفرار)
(كفرت صنائعه فيمم دارها ... مستظهرا مِنْهَا بعز جوَار)
(وَأقَام بَين ظُهُورهَا لَا يَتَّقِي ... وَقع الردى وَقد ارتمى بشرار)
(فَكَأَنَّهَا الْأَنْصَار لما أَن سمت ... فِيمَا تقدم غربَة الْمُخْتَار)
(لما غَدا لحظا وهم أجفانه ... نابت شفارهم عَن الأشفار)
(حَتَّى دَعَاهُ الله بَين بُيُوتهم ... فَأجَاب ممتثلا لأمر الْبَارِي)
(لَو كَانَ يمْنَع من قَضَاء الله مَا ... خلصت إِلَيْهِ نوافذ الأقدار)
(قد كَانَ يأمل أَن يُكَافِئ بعض مَا ... أولوه لَوْلَا قَاطع الْأَعْمَار)
(مَا كَانَ يقنعه لَو امْتَدَّ المدى ... إِلَّا الْقيام بِحَقِّهَا من دَار)
(فَيُعِيد ذَاك المَاء ذائب فضَّة ... وَيُعِيد ذَاك الترب ذوب نضار)
(حَتَّى تفوز على النَّوَى أوطانها ... من ملكه بجلائل الأوطار)
(حَتَّى يلوح على وُجُوه وُجُوههم ... أثر الْعِنَايَة سَاطِع الْأَنْوَار)
(ويسوغ الأمل القصي كرامها ... من غير مَا ثنيا وَلَا استعصار)
(مَا كَانَ يرضى الشَّمْس أَو بدر الدجا ... عَن دِرْهَم فيهم وَلَا دِينَار)
(أَو أَن يتوج أَو يُقَلّد هامها ... ونحورها بأهلة ودراري)
(حق على الْمولى ابْنه إِيثَار مَا ... بذلوه من نصر وَمن إِيثَار)
(فلمثلها ذخر الْجَزَاء وَمثله ... من لَا يضيع صنائع الْأَحْرَار)
(وَهُوَ الَّذِي يقْضِي الدُّيُون وبره ... يرضيه فِي علن وَفِي أسرار)
(حَتَّى تحج محلّة رفعوا بهَا ... علم الْوَفَاء لأعين النظار)
(فَيصير مِنْهَا الْبَيْت بَيْتا ثَانِيًا ... للطائفين إِلَيْهِ أَي بدار)
(تغني قُلُوب الْقَوْم عَن هدى بِهِ ... ودموعهم تَكْفِي لرمي جمار)
(حييت من دَار تكفل سعيها الْمَحْمُود ... بالزلفى وعقبى الدَّار)
(وضفت عَلَيْك من الْإِلَه عناية ... مَا كرّ ليل فِيك أثر نَهَار)
وَيَعْنِي بالمولى ابْنه السُّلْطَان أَبَا سَالم بن أبي الْحسن ثمَّ سَار ابْن الْخَطِيب إِلَى أغمات فزار مشاهدها وَشَاهد معاهدها فَحكى عَن نَفسه رَحمَه الله