(جمال بدائعي سحر العيونا ... ورونق منظري بهر الجفونا)
(وَقد حسنت بقوسي واستطارت ... سنا يغشى عُيُون الناظرينا)
(وأطلع سمكي الْأَعْلَى نجوما ... ثواقب لَا تغور الدَّهْر حينا)
(وجوى من دُخان الند ألْقى ... على أرضي الغياهب والدجونا)
(عَلَوْت دوائر الأفلاك سبعا ... لذاك الدَّهْر مَا ألفت سكونا)
(فصغت من الْأَهِلّة والحنايا ... أساور والخلاخل والبرينا)
(تكنفني حِيَاض مائحات ... أَمَامِي وَالشَّمَائِل واليمينا)
(يُقيد حسنها الطّرف انفساحا ... وَيجْرِي الْفلك فِيهَا والسفينا)
(تدافع نهرها نحوي فَلَمَّا ... علاهُ الْبَحْر فِي غَدا دَفِينا)
(وَقد نشر الْحباب على سَمَّاهَا ... لآلي تزدري العقد الثمينا)
(فخرت وَحقّ لي لما اجتباني ... لمجلسه أَمِير المؤمنينا)
(هُوَ الْمَنْصُور حائز فصل سبق ... وباني الْمجد بنيانا مكينا)
(وَلَيْث وغى إِذا زأر امتعاضا ... يروع زئيره هندا وصينا)
(إِذا أمت كتائبه الأعادي ... بعثن برعبه جَيْشًا كمينا)
(يُدِير عَلَيْهِم من كل حَرْب ... تدقهم رحى أَو منجنونا)
(إِمَام بالمغارب لَاحَ شمسا ... بهَا الشرق اكتسى نورا مُبينًا)
(بقيت بِذِي الْقُصُور الغر بَدْرًا ... تلوح بأفقهن مدى السنينا)
(تحف بكم عواكف عِنْد بَابي ... مَلَائِكَة كرام كاتبينا)
(لَك الْبُشْرَى أَمِير الْمُؤمنِينَ ادخلوها ... مَعَ سَلام آمنينا)
وَقَالَ أَيْضا مِمَّا كتب فِي بهوها بمرمر أسود فِي أَبيض
(لله بهو عز مِنْهُ نَظِير ... لما غَدا كالروض وَهُوَ نضير)
(رصفت نقوش حلاه رصف قلائد ... قد نضدتها فِي النحور الْحور)
(فَكَأَنَّهَا والتبر سَالَ خلالها ... وشي وَفِضة تربها كافور)
(وَكَأن أَرض قراره ديباجة ... قد زَان حسن طرازها تشجير)
(وَإِذا تصاعد نده نوأ فَفِي ... أنماطه نور بِهِ مَمْطُور)
(شأو الْقُصُور قُصُورهَا عَن وَصفه ... سيان فِيهِ خورنق وسدير)