للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وأهلت سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَسَار السُّلْطَان وَبلغ حران فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري صفر فَقبض على صَاحبهَا مظفر الدّين كوكبري وَاسْتولى عَلَيْهَا. ورحل عَنْهَا فِي ثَانِي ربيع الأول فوافته رسل الْملك قلج أرسلان بن مَسْعُود السلجوقي صَاحب الرّوم بِاتِّفَاق مُلُوك الشرق بأجمعهم على قَصده إِن لم يعد عَن الْموصل وماردين فَسَار يُرِيد الْموصل وَكَاتب الْخَلِيفَة بِمَا عزم عَلَيْهِ من حصر الْموصل وَنزل عَلَيْهَا وحاصر أَهلهَا وَقَاتلهمْ. فورد الْخَبَر بِمَوْت شاه أرمن بن سقمان الثَّانِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صَاحب خلاط فِي تَاسِع ربيع الأول فَرَحل صَلَاح الدّين فِي آخِره يُرِيد خلاط ثمَّ عَاد وَلم يملكهَا وَسَار إِلَى ميافارقين فتسلمها ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل وَنزل على دجلة فِي شعْبَان وَأقَام إِلَى رَمَضَان فَمَرض مَرضا مخوفا فَرَحل فِي آخر رَمَضَان وَهُوَ لما بِهِ وَقد أيس مِنْهُ فَنزل بحران فتقرر فِيهَا الصُّلْح بَينه وَبَين المواصلة فِي يَوْم عَرَفَة وخطب لَهُ بِجَمِيعِ بِلَاد الْموصل وَقطعت خطْبَة السلجوقية وخطب لَهُ فِي ديار بكر وَجَمِيع الْبِلَاد الأرتقية وَضربت السِّكَّة باسمه وَأمر بالصدقات فِي جَمِيع ممالكه. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الأول: حدثت بِمصْر زَلْزَلَة وَفِي مثل تِلْكَ السَّاعَة كَانَت زَلْزَلَة فِي بعلبك أَيْضا. وَفِيه كَانَت بالاسكندرية فتْنَة بَين الْعَوام نهبوا فِيهَا المراكب الرومية فَقبض على عدَّة مِنْهُم وَمثل بهم. وَمَات فِي هده السّنة الْملك القاهر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَسد الدّين شيركوه صَاحب حمص لَيْلَة عيد الْأَضْحَى. واتهم السُّلْطَان بِأَنَّهُ سمه فَإِنَّهُ لما اشْتَدَّ مرض السُّلْطَان تحدث بِأَنَّهُ يملك من بعده. وَمَات فَخر الدولة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن نصر الأسواني ابْن أُخْت الرشيد والمهذب ابْني الزبير فِيهَا. وَهُوَ أول من كتب الْإِنْشَاء للسُّلْطَان ثمَّ كتب لِأَخِيهِ الْعَادِل. وَمَات سعد الدّين بن مَسْعُود بن معِين الدّين بآمد.)

<<  <  ج: ص:  >  >>