للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة)

وفى أَوَائِل شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين هجم الْعَدو من الفرنج على مَدِينَة حماة فَنَهَضَ إِلَيْهِم الْمُسلمُونَ وأسروا مقدمهم فِي جمَاعَة وبعثوا بهم إِلَى السُّلْطَان بِدِمَشْق فَضرب أَعْنَاقهم. وفيهَا جهز السُّلْطَان أَخَاهُ شمس الدولة تورانشاه إِلَى محاربة شمس الدّين بن الْمُقدم ببعلبك فِي جَيش كثيف فحاصرها مُدَّة ثمَّ سَار إِلَيْهِ السُّلْطَان وَأقَام على الْحصار حَتَّى دخل الشتَاء فَوَقع الصُّلْح وتسلمها السُّلْطَان وَسلمهَا لِأَخِيهِ تورانشاه فِي شَوَّال فَبنى الفرنج فِي مُدَّة اشْتِغَال السُّلْطَان ببعلبك حصنا على مخاضة بَيت الأحزان وَهُوَ بَيت يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَبَينه وَبَين دمشق نَحْو يَوْم وَمِنْه إِلَى طبرية وصفد نصف يَوْم. فَعَاد السُّلْطَان إِلَى دمشق وَقدم عَلَيْهِ من الدِّيوَان الْعَزِيز خَادِم اسْمه فَاضل فأصحبه مَعَه للغزو حَيّ وقف على الْحصن وتخطف من حوله من الفرنج ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فتواترت الْأَخْبَار باجتماع الفرنج لغزو بِلَاد الْمُسلمين فَأخْرج السُّلْطَان ابْن أَخِيه الْأَمِير عز الدّين فرخشاه أَمَامه فواقعه الفرنج وقْعَة قتل فِيهَا جمَاعَة من مقدمي الفرنج وَغَيرهم مِنْهُم الهنفرى وَصَاحب الناصرة فَانْهَزَمُوا وَأسر مِنْهُم جمَاعَة. فبرز السُّلْطَان من دمشق إِلَى الْكسْوَة لنجدة عز الدّين فوافته الأسرى والرءوس فسر بدذك وَعَاد إِلَى دمشق. وفيهَا أغار أبرنس مَالك الفرنج بأنطاكية على شيزر وغدر القومص ملك طرابلس بالتركمان. وفيهَا سَار شمس الدولة إِلَى مصر بعدة من الْعَسْكَر لجدب الشَّام فى سادس عشري ذِي الْقعدَة وأغار السُّلْطَان على حصن بَيت الأحزان وَعَاد بالغنائم والأسرى ووالى الْغَارة والبعث إِلَى بِلَاد الفرنج. وفيهَا قوي قراقوش التَّقْوَى وَإِبْرَاهِيم السِّلَاح دَار بِبِلَاد الْمغرب وأخذا عدَّة حصون.

<<  <  ج: ص:  >  >>