بِدِمَشْق وَكتب نَائِب الشَّام يطْلب غَيره فعين السُّلْطَان لكتابة السِّرّ بِدِمَشْق جمال الدّين عبد الله بن كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير من حَملَة الموقعين بعد عرضهمْ وخلع عَلَيْهِ ووصاه وَصَايَا كَثِيرَة.
(وَفِي خَامِس رَمَضَان)
قدم الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن التركماني فَلم يقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَذَلِكَ بسعاية النشو عَلَيْهِ أَنه جمع من المباشرات أَمْوَالًا جمة وَأَن متاجره الْآن بطرابلس تنيف على مائَة ألف دِينَار وَأَن عِنْده من الْكتاب من يُحَقّق فِي جِهَته مبلغ مِائَتي ألف وَسِتِّينَ ألف دِينَار أَخذهَا من مَال السُّلْطَان فَنزل ابْن التركماني وَلزِمَ بَيته. وَفِي تَاسِع عشر شَوَّال. خلع عَليّ بالشريف عطيفة بن أبي نمي الحسني وَكَانَ قد قدم وشكا من أَخِيه رميثة أَمِير مَكَّة فَأَشْرَف بَينهمَا فِي الإمرة. وفيهَا اشتدت الْعقُوبَة على أَوْلَاد التَّاج إِسْحَاق وعَلى قرموط ورفيقه حَتَّى أظهرُوا مَالا كثيرا. وأنعم على لُؤْلُؤ بإمرة طبلخاناه وَكَثُرت الْخلْع عَلَيْهِ من السُّلْطَان وَعظم الْبلَاء بِهِ. وفيهَا أَقَامَ النشو رجلا لمرافعة الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن المحسني وَالِي دمياط بِأَنَّهُ أخرب أساساً قَدِيما فِي الْبَحْر بَين البرجين كَانَت عَلَيْهِ طلسمات تمنع بَحر الْملح عَن النّيل حَتَّى تلفت طلسمات وَغلب الْبَحْر على النّيل فَتلفت الْبَسَاتِين وَأَنه نَالَ من ثمن حِجَارَة هَذَا الأساس مَالا وفيهَا قبض النشو على زَوْجَة مُوسَى بن التَّاج إِسْحَاق وعوقبت وَهِي حَامِل عُقُوبَة شَدِيدَة على إِحْضَار المَال حَتَّى طرحت مَا فِي بَطنهَا ولدا ذكرا وَقبض أَيْضا على أَوْلَاد ابْن الجيعان كتاب الإسطبل. وَذَلِكَ أَن النشو كَانَت لَهُ عَجَائِز يتجسسن فِي بيُوت الْكِبَار فبلغنه عَن أَوْلَاد ابْن الجيعان أَن نِسَاءَهُ يذكرن كَثْرَة ظلمه وعسفه وأنهن يدعونَ عَلَيْهِ وبلغنه أَيْضا أَن أحد أَوْلَاد ابْن الجيعان يسْعَى فِي نظر الْجَيْش وَالْآخر يسْعَى فِي نظر الْخَاص. فَطلب النشو كَاتب الإسطبل مِنْهُم وألزمه بِكِتَابَة حِسَاب الإسطبل فَامْتنعَ عَلَيْهِ وخاشنة فِي القَوْل. فسعى بِهِ النشو إِلَى السُّلْطَان حَتَّى قَالَ لَهُ مشافهة من شباك الْقصر: لم لَا تعْمل حِسَاب الإسطل وتعطيه النَّاظر يَعْنِي النشو فَقَالَ: يَا خوند بدل مَا تطلب حِسَاب العبي والمقاود اطلب حِسَاب الذَّهَب الَّذِي يدْخل فِي خزائنك وَأَغْلظ فِي حق النشو حَتَّى قَالَ لَهُ: ونعمة مَوْلَانَا السُّلْطَان أظهر فِي جهتك مِائَتي ألف دِينَار فَقَامَتْ قِيَامَة النشو وانفض الْمجْلس على ذَلِك. فمازال