للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يذكر فِيهَا مساوئ الْكتاب وأفحش القَوْل فيهم. فشق ذَلِك على موفق الدولة وعَلى بَقِيَّة الْكتاب وبلغوا السُّلْطَان عَنهُ تسلطه على أَعْرَاض النَّاس وسفه قَوْله. فَلَمَّا كَانَ الْغَد يَوْم الْخَمِيس عاشره: وَحضر الْقُضَاة بدار الْعدْل على الْعَادة تكلم القَاضِي الغوري مَعَ السُّلْطَان بالتركي فِي الْكتاب بقوادح وَطعن فِي إسْلَامهمْ. فَغَضب السُّلْطَان مِنْهُ واستدعى الْوَزير بعد الْخدمَة وَأنكر عَلَيْهِ مَا وَقع من الغوري وَقَالَ: لَوْلَا أَنه من بلدك وَإِلَّا كنت ضَربته بالمقارع لَكِن إكرامه لَك فاطلبه وحذره أَلا يعود لمثلهَا. فَطَلَبه الْوَزير وعتبه عتباً شَدِيدا. وَفِيه قدم الْبَرِيد من الْأَمِير طشتمر حمص أَخْضَر الساقي نَائِب حلب بِخُرُوج زين الدّين قراجا بن دلغادر عَن الطَّاعَة وموافقته لأرتنا متملك الرّوم على الْمسير لأخذ حلب وَأَنه قد قوي بالأبلستين وَجمع جمعا كثيرا وَسَأَلَ الْأَمِير طشتمر أَن ينجد بعسكر من مصر. وَفِيه رسم السُّلْطَان بِضَرْب أقبغا عبد الْوَاحِد بالمقارع فَلم يُمكنهُ الْأَمِير قوصون من ذَلِك فَاشْتَدَّ حنقه وَأطلق لِسَانه بِحَضْرَة خاصكيته. وَفِيه شفع الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي فِي ولي الدولة أبي الْفرج بن الخطير صهر النشو فأفرج عَنهُ واستسلمه الْحِجَازِي وخلع عَلَيْهِ وَجعله صَاحب ديوانه. وَفِيه عقد السُّلْطَان نِكَاحه على جاريتين من المولدات اللَّاتِي فِي بَيت السُّلْطَان وَكتب عَلَاء الدّين كَاتب السِّرّ صداقهما فَخلع عَلَيْهِ وأنعم عَلَيْهِ بِعشْرَة أُلَّاف دِرْهَم. ورسم السُّلْطَان لجمال الكفاة ناظرات أَن يجهزهما بِمِائَة ألف دِينَار وَشرع فِي عمل المهم للعرس.

(وَفِي يَوْم السبت تَاسِع عشره)

ركب الْأَمِير قوصون والأمراء على الْملك الْمَنْصُور أبي بكر وخلعوه من الْملك فِي يَوْم الْأَحَد عشريه وَأخرج أَبُو بكر هُوَ وَإِخْوَته إِلَى قوص صُحْبَة الْأَمِير بهادر بن جركتمر. وَسبب ذَلِك أَن السُّلْطَان قرب الْأَمِير يلبغا اليحياوي وشغف بِهِ شغفاً كثيرا ونادم الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي واختص بِهِ وبالأمير طاجار الدوادار وبالشهابي شاد العمائر وبالأمير قطليجا الْحَمَوِيّ وَجَمَاعَة من الخاصكية وَعَكَفَ على اللَّهْو وَشرب الْخُمُور وَسَمَاع الملاهي. فشق ذَلِك على الْأَمِير قوصون وَغَيره لِأَنَّهُ لم يعْهَد من ملك قبله شرب حمر. فحملوا الْأَمِير طقزدمر النَّائِب على محادثته فِي ذَلِك وكفه عَنهُ فزاده لومه

<<  <  ج: ص:  >  >>