للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة)

أهلت بِيَوْم الْخَمِيس: وَفِيه خلع على الْأَمِير أقتمر العثماني وَاسْتقر دوادارا بتقدمة ألف عوضا عَن أطلمش الأرغوني. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خامسه: اسْتَقر الْأَمِير مبارك شاه الطازي فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن أقبغا الْجَوْهَرِي وَاسْتقر أقبغا الْجَوْهَرِي فِي نِيَابَة صفد عوضا عَن صُراي تَمُر المحمدي وَقبض على صرا تمر وسجن بالكرك. وَفِي عاشره: مَاتَ الْأَمِير أينَبَك مثيرالفتن بسجن الْإسْكَنْدَريَّة وصودرت زَوجته وَأخذ مِنْهَا مَال عَظِيم فَكَانَ هَذَا مِمَّا استشنع فعله فَإِنَّهُ لم تجر الْعَادة بالتعرض للحرم. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشره: خلع على كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرازق بن إِبْرَاهِيم بن مكانس وَاسْتقر فِي نظر الدولة عوضا عَن تَاج الدّين نشو الملكي وأفرد الملكي بِنَظَر الْجَيْش. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشره: خلع على تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن محب الدّين مُحَمَّد وأعيد إِلَى نظر الْجَيْش عوضا عَن الملكي. وَقبض على الملكي وسجن بقاعة الصاحب من القلعة حَتَّى مائَة ألف دِرْهَم فضَّة ثمَّ أفرج عَنهُ. وَفِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس عشرينه: وَقع حريق عَظِيم خَارج بَاب زويلة احْتَرَقَ مِنْهُ دكاكين الفاكهانيين والنقليين والبرادعيين وَالرَّابِع الْمَعْرُوف بالدهيشة تجاه بَاب زويلة وامتدت النَّار إِلَى سور الْقَاهِرَة فَركب الْأَمِير بركَة الجوباني والأمير أيتمش البجاسي والأمير دمرداش الأحمدي والأمير تغرى برمش حَاجِب الْحجاب وطفوه بِأَنْفسِهِم ومماليكهم فَكَانَ أمرا مهولا أَقَامَت النَّار فِيهِ يَوْمَيْنِ وَخَربَتْ أَمَاكِن جليلة كَبِيرَة كَانَت من أبهج الْمَوَاضِع وأحسنها. وتحدث النَّاس أَن هَذَا مبدأ خراب الْقَاهِرَة وَكثر ذَلِك على الْأَلْسِنَة فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ إِن النَّاس أخذُوا فِي عمَارَة مَا احْتَرَقَ حَتَّى عادوه كَمَا كَانَ وَقَالَ فِي هَذَا الْحَرِيق القَاضِي زين الدّين طَاهِر. بِبَاب زويلة وافي حريق أَزَال مَعَاني الْحسن المصون. وَدَمرَ كل عَال من ذراه وصير كل عَال مُقلّ دون. وَمَا برح الْخَلَائق فِي ابتهال لمحى الأَرْض من بعد الْمنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>