للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ولَايَته. فَقَامَ من بعده بِبَغْدَاد الْملك الرَّحِيم بمبايعة الْجند لَهُ، وثار فِي أَيَّامه الْأَمِير أرسلان البساسيري وَملك بَغْدَاد، ثمَّ قدم طغرلبك والسلجوقية، وَقبض على الْملك الرَّحِيم وسجنه حَتَّى مَاتَ. فَكَانَت عدَّة من ملك بَغْدَاد من بني بويه أحد عشر، ومدتهم بِبَغْدَاد إِلَى ان انقرضوا على يَد السلجوقية مائَة وَثَلَاث سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا، أَولهَا يَوْم وصل معز الدولة إِلَى بَغْدَاد وَآخِرهَا يَوْم وُصُول طغرلبك إِلَى بَغْدَاد، ومدتهم مُنْذُ ملك عماد الدولة بِلَاد فَارس مائَة وَخمْس عشرَة سنة وَثَلَاث أشهر وَسِتَّة أَيَّام.

[ذكر دولة السلجوقية]

وَكَانَ ابْتِدَاء أَمر السلجوقية أَنهم أخلاط من التّرْك، كانو يصيفون فِي بِلَاد البلغار ويشتون فِي تركستان وينهبون مَا طرقوه. وَكَانَ من مقدميهم رجل يُقَال لَهُ دقاق، فولد لَهُ سلجوق بجموعة مهادر من دَار الْحَرْب إِلَى ديار إلإسلام وَأسلم وَأقَام بنواحي بخاري وَصَارَ يَغْزُو التّرْك، وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد أرسلان وميخائيل ومُوسَى. وَمَات سلجوق بجند وَرَاء بخاري، عَن مائَة وَسَبْعَة أَعْوَام، وَبَقِي وَلَده على مَا كَانَ عَلَيْهِ من غَزْو التّرْك، فَقتل ميخائيل شَهِيدا. وَخلف ميخائيل بيغو وطغرلبك وينال وجغري بك دَاوُد. ثمَّ إِنَّهُم قربوا من بخاري فأساء أميرها جوارهم، فَرَجَعُوا إِلَى بغراخاني ملك تركستان وجاوروه، وتعاهد طغرلبك وَأَخُوهُ دَاوُد أَلا يجتمعا عِنْد بغراخان. وحاول على مجتمعها فَلم يطق، فَقبض على طغرلبك وَأرْسل عسكره إِلَى أَخِيه، دَاوُد، فَانْهَزَمَ الْعَسْكَر وأتبعوه وخلصوا طغرلبك من أسريه، وعادوا إِلَى جند، وَأَقَامُوا بهَا إِلَى انْقِرَاض الدولة السامانية وَملك أيلك خَان بخاري، فَعظم عِنْده مَحل أرسلان بن سلجوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>