أهلت هَذِه السّنة وَخَلِيفَة الْوَقْت المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح دَاوُد بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله مُحَمَّد وَالسُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر شيخ المحمودي الظَّاهِرِيّ وأتابك العساكر الْأَمِير الْكَبِير يلبغا الناصري وقاضي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام جلال الدّين أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن ابْن قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين أبي حَفْص عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي وقاضي الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن كَمَال الدّين عمر بن العديم الْحلَبِي وقاضي الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأمَوِي المغربي وقاضي الْقُضَاة الْحَنَابِلَة مجد الدّين سَالم بن سَالم بن أَحْمد ابْن سَالم بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي وَكَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ والوزير الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وناظر الْخَاص الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله بن حسون الفوي وناظر الْجَيْش علم الدّين دَاوُد بن زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن الكويز الكركي. والأستادار الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ ابْن الْأَمِير الْوَزير تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج ونائب الْإسْكَنْدَريَّة الْأَمِير المشير بدر الدّين حسن بن محب الدّين عبد الله الطرابلسي ونائب عزة الْأَمِير سودن قرا صقل. وَالشَّام كُله بيد الْأَمِير نوروز الحافظي وَيُقِيم الخطة وَيضْرب السِّكَّة باسم أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه وَهُوَ مُقيم فِي دَاره بقلعة الْجَبَل وَقد منع من التَّصَرُّف. شهر الله الْمحرم أَوله يَوْم الْجُمُعَة: أهل وسعر الدِّينَار الهرجة بِمِائَتي دِرْهَم وَخمسين درهما وَالدِّينَار الأفرنتي بِمِائَتي دِرْهَم وَثَلَاثِينَ درهما وَالدِّينَار الناصري بِمِائَتي دِرْهَم وَعشرَة دَرَاهِم وَهُوَ أَكْثَرهَا وجودا والفلوس هِيَ النَّقْد الرائج الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ قيم المبيعات وَأجر الْأَعْمَال وَصرف الذَّهَب وسعر الأردب من الْقَمْح من مائَة وَأَرْبَعين إِلَى مَا دونهَا وَيُبَاع فِي الرِّيف كل ثَلَاثَة أرادب مصرية بناصري وَثيَاب الْقطن وَالْكتاب فِي غَايَة من الغلو. وَفِي ثالثه: هبت ريح شَدِيدَة تَلَاهَا رعد مرعب ومطر غزير وَسقط مَعَ ذَلِك بِمَدِينَة مصر خَاصَّة برد بِقدر البندقة كثير جدا بِحَيْثُ ألْقى على أسطحة الدّور مِنْهُ قناطير وأخرب عدَّة دور فخزن النَّاس مِنْهُ شَيْئا كثيرا وَبيع فِي الْأَسْوَاق بعد ذَلِك كل رَطْل بِسِتَّة دَرَاهِم وَلم يسْقط مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ شَيْء الْبَتَّةَ. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رابعه: ركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل بعد طُلُوع الْفجْر وَسَار إِلَى