للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة)

فِي الْمحرم: نقض بَاب الْقصر الْمَعْرُوف بِبَاب الْبَحْر تجاه الْمدرسَة الكاملية بَين القصرين لأجل نقل عمد مِنْهُ لبَعض العمائر السُّلْطَانِيَّة فَوجدَ فِيهِ صندوق فِي دَاخله صُورَة من نُحَاس أصفر مفرغ على كرْسِي شكل هرم ارتفاعه قدر شبر بأرجل نُحَاس والصنم جَالس عَلَيْهِ ويداه مرتفعتان تحملان صفحة دورها ثَلَاثَة أشبار مَكْتُوبَة بالقبطي وَإِلَى جَانب الْكِتَابَة فِي الصَّحِيفَة شكل لَهُ قرنان يشبه شكل السنبلة وَإِلَى الْجَانِب شكل ثَان وعَلى رَأسه صَلِيب وشكل ثَالِث فِي يَده عكاز وعَلى رَأسه صَلِيب. وَوجد مَعَ هَذَا الصَّنَم فِي الصندوق لوح من أَلْوَاح الصّبيان قد تكشط أَكثر مَا فِيهِ من الْكِتَابَة وَبَقِي فِيهِ بيبرس فتعجب من ذَلِك. وَفِيه وَردت الْأَخْبَار بحركة الْملك أبغا فَخرج السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل فِي لَيْلَة سادس عشريه وَمَعَهُ الْأَمِير سنقر الْأَشْقَر والأمير بيسري والأمير أنامش السَّعْدِيّ. فَلَمَّا وصل السُّلْطَان عسقلان كتب إِلَى الْقَاهِرَة بِخُرُوج العساكر جَمِيعهَا والعربان من ديار مصر صَحبه الْأَمِير بيليك الخازندار ورسم بِأَن كل من فِي سَائِر مَمْلَكَته لَهُ فرس فَإِنَّهُ يخرج إِلَى الْغُزَاة وَأَن تخرج كل قَرْيَة من قري الشَّام رجالة يركبون الْخَيل على قدر حَالهم وَيقوم من بالقرية بكلفة من يتَوَجَّه وَدخل السُّلْطَان إِلَى دمشق فِي سَابِع عشر صفر. فَخرج من عَسَاكِر مصر فِي حادي عشره عدَّة أَرْبَعَة آلَاف فَارس صُحْبَة مقدميهم: وهم الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري وجمال الدّين أقوش الرُّومِي وعلاء الدّين قطليجا وَعلم الدّين ططح. ثمَّ خرج فِي ثامن عشره الْأَمِير بيليك الخازندار بطَائفَة فورد مرسوم السُّلْطَان على الْأَمِير بيليك بالنزول قَرِيبا من يافا وعندما قَارب عَسْكَر مصر دمشق ركب السُّلْطَان من دمشق فِي نَحْو أَرْبَعِينَ نفسا جرائد بِغَيْر ركيدار وَقد طلب الْعَسْكَر وقارب الْمنزلَة فَاعْترضَ السُّلْطَان الْعَسْكَر وَكَانَ قد تلثم هُوَ وجماعته فظنهم حجاب من بعض التركمان فأمروهم بالترجل فَأَبَوا وسَاق السُّلْطَان بمفرده وَجَاء خلف سناجق وحسر لثامه عَن وَجهه فَعرفهُ السِّلَاح دارية وَدخل السُّلْطَان وسَاق فِي رَكبه فَنزل النَّاس وقبلوا الأَرْض وَسَار حَتَّى نزل ورتب الْعَسْكَر. وَأصْبح السُّلْطَان فَركب فِي موكبه وَقضي أشغال النَّاس إِلَى أَن أمسي ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>