بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة فِي الْمحرم: قدم الركب من الْحجاز على الْعَادة وصحبته المجردون فَشكى الصارم أزبك الجرمكي من بهادر الإبراهيمي وَأَنه مَنعه من اخذ الشريف حميضة وَأَنه تعاطى الْخُمُور فَقبض عَلَيْهِ وعَلى رَمَضَان الْمُقدم وأقجبا وَجَمَاعَة وسجنوا بالإسكندرية وأنعم على الْأَمِير مغلطاي الجمالي بِخبْز الإبراهيمي. وَفِيه قدم الْبَرِيد من حلب بغلاء الأسعار بديار بكر والموصل وبغداد وتوريز وَكَثْرَة الوباء وَالْمَوْت بهَا. وَأَن جَزِيرَة ابْن عمر خلت من السَّاكِن وميافارقين لم يُوجد من يخْطب بهَا فِي جَامعهَا. وَفِي أول صفر: توجه القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير إِلَى دمشق فَدَخلَهَا فِي سابعه وتلقاه الْأَمِير تنكز النَّائِب وأنزله بدار السَّعَادَة وَقدم إِلَيْهِ هَدِيَّة سنية فَلم يقبل مِنْهَا غير فرس وَاحِد ورد وَفِي سابعه: اسْتَقر كريم الدّين أكْرم الصَّغِير فِي نظر الدَّوَاوِين. وَفِي سادس عشره: وصل الْأَمِير جمال الدّين بكتمر الحسامي نَائِب صفد وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة ألف فِي سادس عشرَة. وَفِي سَابِع عشرَة: سَافر الصاحب أَمِين الدّين بن الغنام على الْبَرِيد إِلَى طرابلس نَاظرا. وَسبب ذَلِك أَنه لما طَالَتْ عطلته اجْتمع بالأمير سيف الدّين البوبكري وَحط على كريم الْكَبِير وَأَنه قد استولى على الْأَمْوَال وأنفقها على مماليك السُّلْطَان ليصانع بهَا عَن نَفسه. فَعرف البوبكري السُّلْطَان عَنهُ مَا قَالَ فَأعْلم بِهِ كريم الدّين فَقَالَ هُوَ يَا خوند مَعْذُور فَأَنَّهُ قد بَطل ولابد لَهُ من شغل يَأْكُل فِيهِ صَدَقَة السُّلْطَان. وعينه لنظر طرابلس. فَبعث السُّلْطَان إِلَيْهِ فِي الْحَال بخلعة وبريدي وَخرج لوقته. وَفِي حادي عشريه: عزل الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن التركماني من شدّ الدَّوَاوِين وَنزل إِلَى دَاره. وَفِيه عوفي قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة وَركب إِلَى القلعة وَترك مَعْلُوم الْقُضَاة تنزهاً عَنهُ فَخلع عَلَيْهِ وباشر بِغَيْر مَعْلُوم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute