(سنه تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة)
وأهلت سنة تسع وَسبعين وَالسُّلْطَان على آمد فتسلمها فِي أوئل الْمحرم فَقدمت عَلَيْهِ رسل مُلُوك الْأَطْرَاف يطْلبُونَ الْأمان. وَخرج الفرنج إِلَى نواحى الداروم ينهبون فبرز إِلَيْهِم عدَّة من وَفِيه سَار الأسطول من مصر فظفر ببطسة فِيهَا ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ علجا قدمُوا بهم فِي خَامِس الْمحرم إِلَى الْقَاهِرَة وَتوجه سعد الدّين كمشبه الْأَسدي وَعلم الدّين قَيْصر إِلَى الداروم فأوقعوا بالفرنج على مَاء وقتلوهم جَمِيعًا وَقدمُوا بالرءوس إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَابِع عشريه. ورحل السُّلْطَان عَن آمد وَعبر الْفُرَات يُرِيد حلب فَملك عين تَابَ وَغَيرهَا وَنزل على حلب بكرَة يَوْم السبت سادس عشري الْمحرم وَقد خرب السُّلْطَان عماد الدّين زنكي بن مودود بن زنكي قلعته فِي جُمَادَى من سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة. وتسلمها صَلَاح الدّين بصلح يَوْم السبت ثامن عشر صفر على أَن تكون لعماد الدّين منجار. وَمَات تَاج الْمُلُوك بوري بن أَيُّوب بن شادي فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشريه بحلب. وَسَار عماد الدّين إِلَى سنجار فولى السُّلْطَان قَضَاء حلب محيي الدّين مُحَمَّد بن الزكي عَليّ الْقرشِي قَاضِي دمشق فاستناب بهَا زين الدّين ندا بن الْفضل بن سُلَيْمَان البانياسي وَولي يازكج قلعتها وَجعل ابْنه الْملك الظَّاهِر غياث الدّين غَازِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute