للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمرهَا الْأَخير شُجَاع الدّين الزَّاهدِيّ أحد الْحجاب وأحضر من الْإسْكَنْدَريَّة الرِّجَال لحفر الْآبَار. ثمَّ سَار السُّلْطَان من تروجة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا قد سبق إِلَيْهَا وَحصل جملا كَثِيرَة من المَال: مِنْهَا حمل بلغ خَمْسَة وَتِسْعين لفة من القماش السكندري وَلم يُعَامل أحد من أَهلهَا بِغَيْر الْعدْل وَلم يضْرب بهَا أحدا بمقرعة. فَضرب السُّلْطَان خيامه ظَاهر الْمَدِينَة ونادي أَلا يُقيم بالثغر جندي وَلَا ينزل أحد فِي دَار. وَفِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْقعدَة: دخل السُّلْطَان إِلَى الْمَدِينَة من بَاب رشيد فَتَلقاهُ النَّاس بالسرور والفرح وَالدُّعَاء. واستدعى السُّلْطَان بالخزائن والأمتعة وَشرع فِي تعبئة مَا يعبيه لِلْأُمَرَاءِ على قدر مَرَاتِبهمْ ورسم بمكتوب يرد مَال السهمين وصلَة أرزاق الْفُقَرَاء وسامح بِمَا كَانَ يُؤْخَذ من أهل الْإسْكَنْدَريَّة وَهُوَ ربع دِينَار عَن كل قِنْطَار يُبَاع من. وَلعب بالكرة وخلع على الْأُمَرَاء وَأعْطِي الأتابك ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَأعْطى الْأُمَرَاء على حسب مَرَاتِبهمْ وَركب لزيارة الشَّيْخ المعتقد مُحَمَّد بن مَنْصُور بن يحيى أبي الْقَاسِم القباري فَلم يُمكنهُ من الطُّلُوع إِلَيْهِ وَلم يكلمهُ إِلَّا وَهُوَ فِي الْبُسْتَان وَالشَّيْخ فِي عليته ثمَّ مضى لزيارة الشَّيْخ الشاطبي. وَحضر إِلَى السُّلْطَان رجلَانِ من أهل الثغر: أَحدهمَا يُقَال لَهُ ابْن البوري وَالْآخر يعرف بالمكرم بن الزيات ومعهما أوراق تَتَضَمَّن اسْتِخْرَاج أمول ضائعة فاستدعى السُّلْطَان فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادسه الأتابك والصاحب والقضاة وَالْفُقَهَاء وَأمرت فقرئت وَصَارَ كلما ذكر لَهُ بَاب مظْلمَة سَده وَيعود على الْمَذْكُورين بالإنكار حَتَّى انْتَهَت الْقِرَاءَة. فَقَالَ: اعلموا أَنِّي تركت لله تَعَالَى سِتّمائَة ألف دِينَار من التصقيع والتقويم والراجل وَالْعَبْد وَالْجَارِيَة وتقويم النّخل فعوضني الله من الْحَلَال أَكثر من ذَلِك وَطلبت جرائد الْحساب فزادت بعد حط الْمَظَالِم جملَة وَمن ترك شَيْئا لله عوضه الله خيرا وَأمر بإشهار ابْن البوري. وَفِي سابعه: قدم الْبَرِيد من البيرة وحلب بِأَن جمَاعَة مستأمنة وَردت إِلَى الْبَاب الْعَزِيز عدتهَا فَوق الْألف وثلاثمائة فَارس من الْمغل والبهادرية فَكتب بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثامنه: جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل وَأمر بتطهير الثغر من الخواطي الفرنجيات

(تَابع سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة)

<<  <  ج: ص:  >  >>