(سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة)
فِي الْأَرْبَعَاء ثَالِث الْمحرم: قدم أَمِير على إِلَى دمشق وَقد أُعِيد إِلَى نيابتها وعزل الْأَمِير مَنجَك عَنْهَا وَطلب إِلَى مصر ففر من غَزَّة وَلم يُقف على خَبره فَعُوقِبَ بِسَبَبِهِ عدَّة من النَّاس. وَاسْتقر الْأَمِير سيف الدّين بكتمر المؤمني فِي نِيَابَة حلب ثمَّ صرف عَنْهَا وَاسْتقر عوضه الْأَمِير سيف الدّين بيدمر الْخَوَارِزْمِيّ. وَصرف أَمِير على عَن نِيَابَة الشَّام وَاسْتقر عوضه الْأَمِير سيف الدّين أَسَنْدَمُر الزيني. وانتهت زِيَادَة مَاء النّيل إِلَى أَربع أَصَابِع من عشْرين ذِرَاعا وَثَبت إِلَى أول شهر هاتور فَخرج النَّاس ودعوا حَتَّى هَبَط فكثرت الْأَمْرَاض بِبِلَاد الصَّعِيد. وفيهَا عقد لشمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم الدكالي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن النقاش الْفَقِيه الشَّافِعِي فَجَلَسَ بَين يَدي قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بِإِشَارَة الهرماس وَادّعى عَلَيْهِ زين الدّين عبد الرَّحِيم الْعِرَاقِيّ أَنه يُفْتِي بِغَيْر مَذْهَب الشَّافِعِي فَمنع من الْإِفْتَاء وَألا يتَكَلَّم فِي مجَالِس الْوَعْظ إِلَّا من كتاب فَامْتنعَ بعد مَا حبس ثمَّ أفرج عَنهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute