وَفِيه أخرج الْأَمِير عز الدّين. أَزدَمر الخازندار إِلَى الشَّام على إمرة بهَا فَانْحَطَّ قدر الهرماس وَفِي شهر رَجَب: سَارَتْ الْحجَّاج الرجبية من الْقَاهِرَة وسافر فيهم قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة وقاضي الْقُضَاة موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ وقطب الدّين الهرماس. وَكَانَ الشريف عجلَان قد قدم من مَكَّة فَعَزله السُّلْطَان عَن إمارتها وَولى عوضه الشريفان مُحَمَّد بن عُطفة وَسَنَد بن رُمَيثة وقواهما بالأمير جرَكتمُر الْحَاجِب والأمير قطلوبغا المنصوري وناصر الدّين أَحْمد بن أصلَم ليقيموا بِمَكَّة حَتَّى يَأْتِيهم الْبَدَل من مصر. وعُوق الشريف عجلَان بِمصْر فاتصل - فِي غيبَة الهرماس - بالسلطان سراج الدّين عمر الْهِنْدِيّ قَاضِي الْعَسْكَر وشمس الدّين مُحَمَّد بن النقاش ولازماه سفرا وَإِقَامَة وبلغا مِنْهُ منزلَة مكينة فأخذا فِي إغراء السُّلْطَان بِهِ حَتَّى تنكر لَهُ وَتغَير عَلَيْهِ لقوادح رمياه بهَا. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي كَاتب سر حلب. وَمَات الْأَمِير عز الدّين تُقطاي الداودار الصَّالِحِي بطرابلس منفياً أَصله من مماليك يلبغا اليحياوي ثمَّ انْتقل إِلَى الْملك الصَّالح فترقى حَتَّى صَار من الْأُمَرَاء ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام فَقدم دمشق فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين وَمضى إِلَى طرابلس فَأَقَامَ لَهَا حَتَّى هلك. وَمَات علم الدّين مُحَمَّد بن القطب أَحْمد بن مفضل كَاتب سر دمشق وناظر الْجَيْش بهَا وَقد جَاوز السِّتين. وَمَات تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن شَاس الْمَالِكِي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع شَوَّال وَقد نَاب فِي الحكم وَأفْتى ودرس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute