للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

أهلت هَذِه السّنة بِيَوْم الْجُمُعَة الْمُوَافق لَهُ ثَانِي بابة: وَالشَّمْس فِي نصف برج الْمِيزَان وَالْوَقْت فصل الخريف. شهر الْمحرم: فِي يَوْم السبت ثَانِيه: خلع على الْأَمِير زين الدّين عبد الْقَادِر أستادار خلعة الإستمرار ثمَّ خلع عَلَيْهِ ثَانِيًا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رابعه وخلع على الْأَمِير أقبغا الجمالي كاشف الْوَجْه القبلي خلعة الِاسْتِمْرَار وَقد أرجف باستقراره أستادارا وألزم بِحمْل عشْرين ألف دِينَار. وَفِي تاسعه: خلع على الصاحب كريم الدّين الْوَزير وَاسْتقر فِي نظر الدِّيوَان الْمُفْرد مُضَافا إِلَى الوزارة ليتقوى بِهِ الْأَمِير زين الدّين أستادار. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة تاسعه أَو عاشره: أمْطرت مَدِينَة حمص مَطَرا وابلاً وَنزل مَعَه ضفادع خضر حَتَّى امْتَلَأت بهَا أَزِقَّة الْمَدِينَة وأسطحة الدّور. وَفِي الْعشْر الثَّانِي من هَذَا الشَّهْر: حملت نَفَقَة المماليك السُّلْطَانِيَّة من حَاصِل الأستادار إِلَى قلعة الْجَبَل لتنفق فِي المماليك على الْعَادة فِي كل شهر فامتنعوا من قبضهَا وطلبوا أَن يُزَاد كل وَاحِد على مَاله مبلغ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فِي كل شهر وَكَانُوا قد فعلوا ذَلِك فِي نَفَقَة ذِي الْحجَّة حَتَّى زيد كل مِنْهُم أَرْبَعمِائَة دِرْهَم فِي كل شهر فبلغت الزيادتان فِي الشَّهْر نَحْو الْخَمْسَة آلَاف دِينَار. وَكَانَ قبل رضائهم بذلك قد استطار شرهم وتعدوا فِي العتو طورهم حَتَّى خافهم أَعْيَان أهل الدولة ووزعوا مَا فِي دُورهمْ خوف وُقُوع الْفِتْنَة. وَفِي حادي عشرينه: قدم ركب من الْحَاج تقدم أَولا ثمَّ قدم الركب الأول من الْغَد وَقدم الْمحمل بِبَقِيَّة الْحَاج فِي ثَالِث عشرينه. وَفِي رَابِع عشرينه: قدم رَسُول ملك الْمشرق - شاه رخ بن تيمور - بكتابه يطْلب فِيهِ شرح البُخَارِيّ لِلْحَافِظِ قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر وتاريخي السلوك للدول الْمُلُوك ويعرض فِيهِ بِأَنَّهُ يُرِيد أَن يكسو الْكَعْبَة وَيجْرِي الْعين بِمَكَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>