للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَطيب خاطره وَهُوَ يشكو مِمَّا جرى عَلَيْهِ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى دخل إِلَى الْخدمَة فَأقبل السُّلْطَان عَلَيْهِ ووعده بالإيقاع بالأكز. ثمَّ طلب السُّلْطَان النشو بعد ذَلِك وحدثه فِي أَمر الأكز وغض مِنْهُ فعين النشو لَهُ لؤلؤا عوض الأكز وَقَامَ عَنهُ وَطلب لؤلؤا وعرفه مَا دَار بَينه وَبَين السُّلْطَان وَكَانَ لُؤْلُؤ خَفِيفا أَحمَق فَوضع من الأكز وَدخل من الْغَد إِلَى السُّلْطَان مَعَ الأكز وَأخذ يجبهه بالْكلَام ويرافعه وينكيه حَتَّى حرج مِنْهُ وسبه. فَغَضب السُّلْطَان بِسَبَب ذَلِك وَأمر بِهِ فَضرب بَين يَدَيْهِ وَقيد وسجن بالزردخاناه وخلع على لُؤْلُؤ عوضه فِي شدّ الدَّوَاوِين وخلع على شمس الدّين إِبْرَاهِيم بن قزوينة ورسم لَهما أَن يمتثلا مَا يرسم بِهِ النشو وَلَا يعملا شَيْئا إِلَّا بمشورته وَنزلا. فَأول مَا بَدَأَ بِهِ لُؤْلُؤ أَن أوقع الحوطة على مَوْجُود الأكز وَقبض على مباشريه وعاقب مُوسَى ابْن التَّاج اسحاق وَنَوع عَذَابه تقرباً لخاطر النشو وعاقب قرموط وطالبه بِحمْل المَال.

(وَفِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة)

اسْتَقر عَلَاء الدّين كندغدي الْعمريّ فِي ولَايَة القلعة عوضا عَن بيبرس الأوحدي. وفيهَا سقط طَائِر حمام بالميدان وعَلى جنَاحه ورقة تَضَمَّنت الوقيعة فِي النشو وأقاربه والقدح فِي السُّلْطَان بِأَنَّهُ قد أخرب دولته. فَغَضب السُّلْطَان من ذَلِك غَضبا شَدِيدا وَطلب النشو وَأَوْقفهُ على الورقة وتنمر عَلَيْهِ لِكَثْرَة مَا يشكى مِنْهُ فَقَالَ: ياخوند النَّاس معذورون وَحقّ رَأسك لقد جَاءَنِي خبر هَذِه الورقة لَيْلَة كتبت وَهَذِه فعلة الْعلم أبي شَاكر بن سعيد الدولة نَاظر الْبيُوت كتبهَا فِي بَيت الصفي كَاتب الْأَمِير قوصون وَقد اجْتمع هُوَ وأقاربه. وَأخذ النشو يعرف السُّلْطَان بِمَا كَانَ من أَمر سعيد الدولة فِي أَيَّام بيبرس الجاشنكير وأغراه بِهِ حَتَّى طلبه وَسلمهُ إِلَى الْوَالِي عَلَاء الدّين عَليّ بن حسن المرواني فعاقبه عُقُوبَة مؤلمة. وَطلب السُّلْطَان الْأَمِير قوصون وعنفه على فعل الصفي كَاتبه فَطَلَبه قوصون وهدده فَحلف بِكُل يَمِين على بَرَاءَته مِمَّا رمي بِهِ فتتبع النشو عدَّة من الْكتاب وَجَمَاعَة من الباعة وقبص عَلَيْهِم بِسَبَب أبي شَاكر وَنَوع الْعَذَاب عَلَيْهِم بيد الْوَالِي وَخرب دُورهمْ وحرثها بالمحراث. وَقبض النشو على الْمُوفق هبة الله بن سعيد الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ بعناية الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد وعذب ابْن الْأَزْرَق نَاظر الْجِهَات.

<<  <  ج: ص:  >  >>