وفيهَا أقطع الْفَارِس أقطاي ثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَكتب لَهُ بِهِ منشور. وتعدى شَرّ البحرية وَكثر تمردهم وطغيانهم. وَخرجت السّنة وَالْملك الْمعز والعساكر بالسانح وعساكر الشَّام بغزة وَالْملك النَّاصِر مُقيم بِدِمَشْق وَالْملك المغيث عمر بالكرك. وَكَانَ النّيل عَالِيا: بلغ ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَسَبْعَة عشر إصبعاً وسد بَاب الْبَحْر عِنْد المقس. وفيهَا وَقع بِمَدِينَة حلب حريق عَظِيم ظهر أَنه من الفرنج وَتلف فِيهِ أَمْوَال لَا تحصى واحترقت
(ذكر من مَاتَ فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان)
الْعَلامَة رَضِي الدّين أَبُو الْفَضَائِل الْحسن بن مُحَمَّد الْحسن بن حيدر الْعمريّ الْهِنْدِيّ الصَّنْعَانِيّ الْحَنَفِيّ اللّغَوِيّ مَاتَ بِبَغْدَاد وَدفن بِمَكَّة عَن ثَلَاث وَسبعين سنة. وَتُوفِّي فَخر الْقُضَاة أَبُو الْفَتْح نصر الله بن هبة الله بن عبد الْبَاقِي بن هبة الله بن الْحُسَيْنِي بن يحيى بن بصاقة الْكِنَانِي الْكَاتِب الْوَزير للناصر دَاوُد والأديب المنشئ فِي ٠٠٠٠٠ وَتُوفِّي شمس الدّين أَبُو عبد الله بن سعد الله بن عبد الله بن سعد الْأنْصَارِيّ الْقُدسِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُحدث الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الأديب الْكَاتِب المجودة مَاتَ بِدِمَشْق عَن تسع وَسبعين سنة. وَتُوفِّي مُسْند الْعرَاق المؤتمن أَبُو الْقَاسِم يحيى بن نصر بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن بن قميرة التَّمِيمِي التَّاجِر السفار عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة حدث بِمصْر وَغَيرهَا. وَتُوفِّي نقيب الْأَشْرَاف - وقاضي الْعَسْكَر ومدرس الْمدرسَة الشريفية بِمصْر - الشريف شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأرموي على مَا حَدثنَا الْأَشْرَاف فِي ثَالِث عشر شَوَّال خمسين وسِتمِائَة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول مناظراً تفقه على الصَّدْر بن حمويه وَشرح الْمَحْصُول وَمَات عَن نَيف وَسبعين سنة.