للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة)

فِي يَوْم الْأَحَد نصف الْمحرم: اسْتَقر برهَان الدّين خضر السنجاري فِي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه وَنقل الخوبي عَن قُضَاة الْقَاهِرَة إِلَى قُضَاة دمشق عوضا عَن بهاء الدّين يُوسُف بن محيي الدّين يحيي بن مُحَمَّد بن على بن الزكي. فَنزل قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين السنجاري من القلعة وَجلسَ للْحكم فِي الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين ورسم لَهُ أَن يجلس فِي دَار الْعدْل فَوق قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز. فشق ذَلِك على ابْن الْأَعَز وسعي أَن يعفي من حُضُور دَار الْعدْل فَلم يشْعر إِلَّا وَقد مَاتَ الْبُرْهَان السنجاري فِي تَاسِع صفر فَجْأَة عَن سبعين سنة فَكَانَت مُدَّة ولَايَته أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا. فاستقر ابْن بنت الْأَعَز فِي قَضَاء الْقَاهِرَة وَجمع لَهُ بَين قَضَاء البلدين وَنزل فَصلي على السنجاري وَهُوَ بالشريف. وَفِي هَذِه السّنة: توجه الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي نَائِب السلطة على عَسْكَر كثير لقِتَال الْأَمِير شمس الدّين سنقر الْأَشْقَر بصهيون. وَسبب ذَلِك أَن السُّلْطَان لما نَازل المرقب وَهِي بِالْقربِ من صهيون لم يحضر إِلَيْهِ سنقر الْأَشْقَر وَبعث إِلَيْهِ ابْنه نَاصِر الدّين صمغار فأسرها السُّلْطَان فِي نَفسه وَلم يُمكن صمغار من الْعود إِلَى أَبِيه وَحمله مَعَه إِلَى مصر وَاسْتمرّ الْحَال على ذَلِك حَتَّى هَذِه السّنة فَسَار طرنطاي ونازل صهيون حَتَّى بعث الْأَشْقَر يطْلب الْأمان فَأَمنهُ وَنزل سنقر إِلَيْهِ ليسلم الْحصن فَخرج طرنطاي وَسَار سنقر إِلَى مخيم طرنطاي وَقد خلع طرنطاي قباءه وفرشه على الأَرْض ليمشي عَلَيْهِ سنقر فَرفع سنقر القباء عَن الأَرْض وَقَبله ثمَّ لبسه فأعظم طرنطاي ذَلِك من فعل سنقر وشق عَلَيْهِ وخجل وَأخذ يُعَامل سنقر من الْخدمَة بأتم مَا يكون. وتسلم طرنطاي حصن صهيون ورتب فِيهِ نَائِبا وواليا وَأقَام بِهِ رجَالًا بعد مَا أنْفق فِي تِلْكَ الْمدَّة أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم فِي الْعَسْكَر الَّذِي مَعَه فعتب عَلَيْهِ السُّلْطَان بِسَبَب ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>