ثمَّ سَار طرنطاي إِلَى مصر وَمَعَهُ سنفر الْأَشْقَر حَتَّى قرب من القاهر فَنزل السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل وَهُوَ وَابْنه الْملك الصَّالح على وَابْنه الْملك الْأَشْرَف خَلِيل وَأَوْلَاد الْملك الظَّاهِر فِي جَمِيع العساكر إِلَى لِقَاء سنقر الْأَشْقَر. وَعَاد بِهِ إِلَى القلعة وَبعث إِلَيْهِ الْخلْع وَالثيَاب والحوائص الذَّهَب والتحف والخيول وأنعم عَلَيْهِ بإمرة مائَة فَارس وَقدمه على ألف فلازم سنقر الْخدمَة مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى سَابِع عشري شهر رَجَب. وَخرج السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل سائرا إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بتل العجول ظَاهر غَزَّة. وَفِي ثَانِي عشري شعْبَان: انْتَهَت زِيَادَة مَاء النّيل إِلَى سَبْعَة عشر ذِرَاعا وَثَلَاثَة وَعشْرين إصبعا. وَفِي هَذِه السّنة: وصل من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي ليرافع قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق بهاء الدّين بن الزكي فوردت وَفَاته فَعدل عَنهُ إِلَى غَيره. وَاجْتمعَ نَاصِر الدّين بالأمير علم الدّين سنجر الشجاعي مُدبر الدولة وَقرر مَعَه أَن ملكة خاتون ابْنة الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب باعت أملاكها بِدِمَشْق وَأَنه يثبت سفهها وَأَن عَمها الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل كَانَ قد حجر عَلَيْهَا وَذَلِكَ حَتَّى يسترجع الْأَمْلَاك مِمَّن اشْتَرَاهَا وَيرجع عَلَيْهِم. بِمَا أَخَذُوهُ من ريعها ثمَّ يَشْتَرِي الْأَمْلَاك للخاص. فأعجب ذَلِك الشجاعي وَكتب يطْلب سيف الدّين أَحْمد السامري من دمشق فَإِنَّهُ ابْتَاعَ قَرْيَة حرزما فوصل إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان وطولب بالقرية الْمَذْكُورَة فادعي أَنه وَقفهَا فَأخذ ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن فِي عمل محْضر بِأَن ابْنة الْأَشْرَف حَال بيع حرزما وَغَيرهَا كَانَت سَفِيهَة من تَارِيخ كَذَا إِلَى تَارِيخ كَذَا ثمَّ إِنَّهَا صلحت واستحقت رفع الْحجر عَنْهَا من مُدَّة كَذَا ولفق بَيِّنَة شهِدت عِنْد بعض الْقُضَاة وَأثبت ذَلِك. فَبَطل البيع من أَصله وألزم السامري بِمَا استأداه من ريع حرزما عَن عشْرين سنة وَهُوَ مبلغ مِائَتي ألف وَعشرَة آلَاف دِرْهَم من فضَّة واعتد لَهُ بنظير الثّمن الَّذِي دَفعه واشتري مِنْهُ أَيْضا سَبْعَة عشرَة سَهْما من قَرْيَة الزنبقية. بمبلغ تسعين ألف دِرْهَم وَحمل بعد ذَلِك مبلغ مائَة ألف وَأَرْبَعين ألف دِرْهَم إِلَى بَيت المَال. وَاسْتقر ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَكيل السُّلْطَان فشرع فِي فتح أَبْوَاب الْبلَاء على أهل الشَّام وَعمل عيد الْفطر يَوْم الْأَحَد من رُؤْيَة. وَإِنَّمَا ثَبت عِنْد الْملك الصَّالح على أَن السُّلْطَان صَامَ شهر رَمَضَان فِي مَدِينَة غَزَّة يَوْم الْجُمُعَة على الرُّؤْيَة فَأثْبت القَاضِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute