للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستباحوا الدِّمَاء وَالْأَمْوَال وَقتلُوا الرِّجَال والأبطال والأطفال وهتكوا حرم الْخَلِيفَة والحريم وأذاقوا من استبقوا الْعَذَاب الْأَلِيم فارتفعت الْأَصْوَات بالبكاء والعويل وعلت الضجات من هول ذَلِك الْيَوْم الطَّوِيل. فكم من شيخ خضبت شيبته بدمائه وَكم طِفْل بكا فَلم يرحم لبكائه. فشمروا عَن سَاق الِاجْتِهَاد فِي أَحيَاء فرض الْجِهَاد

٧ - (فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم وأسمعوا وَأَطيعُوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون)

فَلم تبْق معذرة عَن أَعدَاء الدّين والمحاماة عَن الْمُسلمين. وَهَذَا السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر السَّيِّد الْأَجَل الْعَالم الْعَادِل الْمُجَاهِد الرابط ركن الدُّنْيَا وَالدّين قد قَامَ بنصر الْإِمَامَة عِنْد قلَّة الْأَنْصَار وشرد جيوش الْكفْر بعد أَن جاسوا خلال الديار. فَأَصْبَحت الْبيعَة باهتمامه منتظمة الْعُقُود والدولة العباسية بِهِ متكاثرة الْجنُود. فبادروا عباد الله إِلَى شكر هَذِه النِّعْمَة وَأَخْلصُوا نياتكم تنتصروا وقاتلوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَان تظفروا وَلَا يروعنكم مَا جرى فالحرب سِجَال وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين والدهر يَوْمَانِ وَالْأُخْرَى للْمُؤْمِنين. جمع الله على التَّقْوَى أَمركُم وأعز بِالْإِيمَان نصركم وَأَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم لي وَلكم ولسائر الْمُسلمين فاستغفروه إِنَّه هُوَ الغفور الرَّحِيم. وَجلسَ الْخَلِيفَة جلْسَة الاسْتِرَاحَة ثمَّ قَامَ للخطة الثَّانِيَة وَقَالَ: الْحَمد لله حمداً يقوم بشكر نعمائه وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ عدَّة للقائه وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا سيد رسله وأنبيائه صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه عدد مَا خلق فِي أرضه وسمائه. أوصيكم عباد الله بتقوى الله إِن أحسن مَا وعظ بِهِ الْإِنْسَان كَلَام الديَّان: يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ذَلِك خير لكم وَأحسن تَأْوِيلا نفعنا الله وَإِيَّاكُم بكتابه وأجزل لنا وَلكم من ثَوَابه وَغفر لي وَلكم وللمسلمين أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين. ثمَّ نزل الْخَلِيفَة. وَصلى بِالنَّاسِ صَلَاة الْجُمُعَة وَانْصَرف. وَفِي هَذَا الْيَوْم خطب على مَنَابِر الْقَاهِرَة ومصر بِالدُّعَاءِ للخليفة الْحَاكِم بِأَمْر الله وَكتب إِلَى الْأَعْمَال بذلك فَخَطب لَهُ بِدِمَشْق فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشره. وَقد قيل فِي نسبه أَنه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْأَمِير مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن بن عَليّ القبي بن الْحسن بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الراشد بن المسترشد وَهُوَ الْخَلِيفَة التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من

<<  <  ج: ص:  >  >>