للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة أَربع وسِتمِائَة)

فِيهَا عَاد الْملك الْعَادِل إِلَى دمشق بعد انْعِقَاد الصُّلْح بَينه وبن ملك الفرنج بطرابلس. وفيهَا بعث الْعَادِل أستاداره الْأَمر ألذكر العادلي وقاضي الْعَسْكَر نجم الدّين خَلِيل المصمودي إِلَى الْخَلِيفَة فِي طلب التشريف والتقليد بِولَايَة مصر وَالشَّام والشرق وخلاط فَلَمَّا وصلا إِلَى بَغْدَاد أكرمهما الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله وَأحسن إِلَيْهِمَا وأجابهما وسير الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبَا عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه السهروردي وَمَعَهُ التشريف الخليفتي والتقليد وخلعة للصاحب صفي الدّين بن شكر وخلع لأَوْلَاد الْعَادِل وهم الْملك الْمُعظم وَالْملك الْأَشْرَف وَالْملك الْكَامِل فعندما قَارب بالشيخ أَبُو حَفْص حلب خرج الْملك الظَّاهِر بعساكره إِلَى لِقَائِه وَأكْرم نزله. وفى ثَالِث يَوْم من قدومه أَمر بكرسي فنصب لَهُ وَجلسَ عَلَيْهِ للوعظ وَجلسَ الظَّاهِر وَمَعَهُ الْأَعْيَان فصدع بالوعظ حَتَّى وجلت الْقُلُوب ودمعت الْعُيُون وَأخْبر الشَّيْخ فِي وعظه بِأَن الْخَلِيفَة أطلق - فِي بَغْدَاد وَغَيرهَا - من الْمُؤَن والضرائب مَا مبلغه ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار ثمَّ سَار من حلب وَمَعَهُ القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد وَقد دفع إِلَيْهِ الظَّاهِر ثَلَاثَة آلَاف دِينَار برسم النثار إِذا لبس عَمه الْعَادِل خلعة الْخَلِيفَة وَبعث الْملك الْمَنْصُور من حماة أَيْضا مبلغا للنثار وَخرج الْعَسْكَر من دمشق إِلَى لِقَائِه ثمَّ خرج الْعَادِل بابنيه الْأَشْرَف مُوسَى والمعظم عِيسَى وبرز سَائِر النَّاس لمشهادة ذَلِك فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَلما دخل الشَّيْخ أَبُو حَفْص دمشق جلس الْعَادِل فى دَار رضوَان وأفيضت عَلَيْهِ الْخلْع وهى جُبَّة أطلس أسود وَاسِعَة الْكمّ بطراز ذهب وعمامة سَوْدَاء بطراز ذهب وطوق ذهب بجوهر ثقيل وقلد الْعَادِل أَيْضا بِسيف محلى جَمِيع قرَابه من ذهب وَركب حصاناً أَشهب بركب ذهب وَنشر على رَأسه علم أسود مَكْتُوب فِيهِ بالبياض ألقاب الْخَلِيفَة مركب فِي قَصَبَة ذهب وَتقدم القَاضِي ابْن شَدَّاد فنثر الذَّهَب وَقدم لَهُ خمسين خلعة وَنَثَرت رسل الْمُلُوك بعده ثمَّ لبس الْأَشْرَف والمعظم خلعتيهما

<<  <  ج: ص:  >  >>