وهما عِمَامَة سَوْدَاء وثوب أسود وَاسع الْكمّ ثمَّ خلع على الصاحب صفي الدّين بن شكر الْوَزير كَذَلِك وَركب الْعَادِل - وَمَعَهُ ابناه ووزيره - بِالْخلْعِ الخليفتية وَقد زينت الْبَلَد ثمَّ عَادوا إِلَى القلعة واستمرت زِينَة الْبَلَد ثَمَانِيَة أَيَّام وَقَرَأَ التَّقْلِيد الصاحب صفي الدّين على كرْسِي وخوطب الْعَادِل فِيهِ بشاهنشاه ملك الْمُلُوك خَلِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانَ الْوَزير فِي حَال تركض قَائِما على الْكُرْسِيّ والعادل وَسَائِر النَّاس أَيْضا قيَاما إجلالاً للخليفة ثمَّ سَار الشهَاب السهروردي إِلَى مصر فَأَفَاضَ على الْملك الْكَامِل الخلعة الخليفتية وَجرى من الرَّسْم كَمَا وَقع بِدِمَشْق ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد. وفيهَا أَمر الْعَادِل بعمارة قلعة دمشق وَفرق أبراجها على الْمُلُوك فعمروها من أَمْوَالهم وفيهَا اتسعت مملكه الْعَادِل فَلَمَّا تمهدت لَهُ الْأُمُور قسم مَمْلَكَته بَين أَوْلَاده فاعطى ابْنه الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين مُحَمَّدًا مملكة مصر ورتب عِنْده القَاضِي الْأَعَز فَخر الدّين مِقْدَام بن شكر وَأعْطى ابْنه الْمُعظم شرف الدّين عِيسَى من الْعَريش إِلَى حمص وَأدْخل فى ولَايَته بِلَاد السَّاحِل الإسلامية وبلاد الْغَوْر وَأَرْض فلسطين والقدس والكرك والشوفي وصرخد وَأعْطى ابْنه الْملك الْأَشْرَف مظفر الدّين مُوسَى الْبِلَاد الشرقية وهى الرها وَمَا مَعهَا من حران وَغَيرهَا وَأعْطى ابْنه الْملك الأوحد نجم الدّين أَيُّوب خلاط وميافارقن وَتلك النواحي وَكَانَ الأوحد قد بعث إِلَيْهِ أهل خلاط ليملكها فَسَار من ميافارقن وملكها. وفيهَا كمل الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بِنَاء قلعة الْجَبَل وتحول إِلَيْهَا من دَار الوزارة بِالْقَاهِرَةِ فَكَانَ أول من سكنها من مُلُوك مصر وَنقل إِلَيْهَا أَوْلَاد الْخَلِيفَة العاضد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute