فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث الْمحرم: قدمت رسل الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس بن الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن بهدية سنية على الْعَادة وهم وزيره شرف الدّين حُسَيْن بن عَليّ الفارقي وأمير أخوره نَاصِر الدّين. فوقفوا بَين يَدي السُّلْطَان وأدوا رسالتهم ثمَّ أنزلوا فِي الميدان الْكَبِير على شاطىء النّيل وَقدمُوا هَدِيَّة مرسلهم فِي يَوْم السبت خامسه. وفيهَا فرس لَيْسَ لَهُ ذكر وَلَا أنثيين وَإِنَّمَا يَبُول من ثقب فَقبلت. وَفِي تَاسِع صفر: اسْتَقر الْأَمِير طَيبغا الطَّوِيل فِي نِيَابَة حماة. واستدعى الْأَمِير منكلى بغا الشمسي نَائِب الشَّام فَقدم فِي محفة لتوعك بِهِ فَأكْرمه السُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشْرين صفر: خلع على الْأَمِير منكلى بغا الشمسي وَاسْتقر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن جرجي الإدريسي. فَصَارَت نِيَابَة حلب أكبر رُتْبَة من نِيَابَة دمشق وأضيف من عَسْكَر دمشق إِلَى حلب أَرْبَعَة آلَاف فَارس. وخلع على الْأَمِير أقتمُر عبد الْغَنِيّ وَاسْتقر فِي نِيَابَة دمشق. وخلع على الْأَمِير طيبغا العلاي أستادار الْأَمِير يلبغا الأتابك وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب عوضا عَن أقتمر عبد الْغَنِيّ وَنزل الثَّلَاثَة بتشاريفهم من القلعة. وَاسْتقر جمال الدّين عبد الله بن نجم الدّين عمر بن الْجمال مُحَمَّد بن الْكَمَال عمر ابْن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن العديم الْحَنَفِيّ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحماة بعد وَفَاة أَمِين الدّين عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان. وَاسْتقر جمال الدّين عبد الله بن الْكَمَال مُحَمَّد بن الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن التَّاج أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن فتح الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الشَّهِيد. ورسم لِلْأُمَرَاءِ جَمِيعًا بِأَن يسكنوا بقلعة الْجَبَل على مَا جرت بِهِ الْعَادة الْقَدِيمَة فِي الْأَيَّام الناصرية مُحَمَّد بن قلاوون فسكن بَعضهم. وَاسْتقر شهَاب الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَعْرُوف بِابْن زُبَيبَة الْحَنَفِيّ قَاضِيا بالإسكندرية زِيَادَة على قاضيها جمال الدّين بن الربعِي الْمَالِكِي وَلم يعْهَد قبل ذَلِك بالإسكندرية قاضيان.